دراسة: الضوء الشديد يعرض الإنسان للإصابة بالسرطان


بالرغم من أن التواجد في المدن والمناطق الحضرية المزدحمة قد يكون له جانب إيجابي، إلا أن كل تلك الأضواء الليلية يمكن أن يكون لها ثمن على صحة الفرد، إذ كشفت دراسة جديدة أن التعرض للضوء الشديد أثناء الليل يمكن أن يزيد من فرص الإصابة بسرطان الغدة الدرقية، وفقا لما جاء في موقع "ويبمد".
وأظهرت الدراسة التي تم مراجعتها من قبل الجمعية الأمريكية للسرطان، أن هناك ارتباط بين كثرة الضوء الاصطناعي الليلي وارتفاع خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية، والبحث اعتمد على دراسات سابقة وجدت ارتباطًا بين المستويات العالية المقاسة للضوء الليلي بالقمر الصناعي وارتفاع خطر الإصابة بسرطان الثدي، حيث أشار الباحثون إلى أن بعض سرطانات الثدي قد تشترك في آلية مشتركة تعتمد على الهرمونات مع سرطان الغدة الدرقية.
ووجد الباحثون أن النتائج التي توصلوا إليها ليست مجهزة لإثبات أن ضوء الليل يسبب سرطان الغدة الدرقية، لكن تأكدوا أن هناك ارتباط، إذ أنهم افترضوا أن الاضطرابات القائمة على الضوء في هرمونات الشخص وإيقاعات الساعة البيولوجية الطبيعية مثل النهار والليل، قد تلعب دورًا في ذلك.
وقارن الباحثون في الدراسة بيانات صور الأقمار الصناعية، لتقدير مستويات الضوء الليلي في عنوان كل مشارك، مقابل البيانات من سجلات سرطان الولاية حتى عام 2011، ووجدوا 856 حالة إصابة بسرطان الغدة الدرقية من بين أكثر من 464 ألف مشارك، وأجريت الدراسة على المشاركين لمدة 13 عاما، وشملت تلك الحالات 384 رجلاً و472 امرأة.
وأفاد الباحثون بأن الأشخاص الذين يعيشون في المناطق التي تقع في أعلى فئة بنسبة 20% من الضوء الليلي، لديهم خطر أعلى بنسبة 55% للإصابة بسرطان الغدة الدرقية، مقارنة بأولئك الذين يعيشون في أدنى فئة، ولاحظوا أن الخطر في المقام الأول على النوع الأكثر شيوعًا من سرطان الغدة الدرقية، الذي يسمى سرطان الغدة الدرقية الحليمي، كما وجدوا أن الارتباط كان أقوى لدى النساء أكثر من الرجال.
وتوصل الباحثون الى أن الضوء الليلي يثبط الميلاتونين الطبيعي، وهو معدل نشاط هرمون الاستروجين، ووجدوا أن قلة نشاط الميلاتونين قد تساعد في تقليل قدرة الجسم على محاربة الأورام، وأكدوا أن الضوء في الليل يمكن أن يعطل أيضًا إيقاع الساعة البيولوجية في الجسم، وهو أيضًا عامل خطر للإصابة بالسرطان.
تقول الدكتورة شويتشي جاجي، طبيبة في طب الغدد الصماء والسكري والتمثيل الغذائي في «نورثويل هيلث»، إن نتائج الدراسة توضح أنه من الممكن أن يؤثر ضوء الليل على الغدة الدرقية من خلال تأثيره على الهرمونات، كما أن حجم العينة الكبير من هذه الدراسة تجعل هذه الارتباطات أكثر دلالة من الناحية الإحصائية.