قراءه تحليلية لضرب قطر اليوم من إسرائيل


????????????قراءة تحليلية لما وراء ضربة الدوحة:
????الضربة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت قادة من حماس أثناء وجودهم في الدوحة ليست ضربة عسكرية تقليدية، بل عملية سياسية بامتياز، نُفّذت بهجوم جوي صاروخي، ولكن رسائلها الحقيقية كُتبت على الورق للضغط الجيوسياسي..
????أولاً: الرسالة إلى قطر:
على الرغم من الدور الذي تلعبه الدوحة كوسيط شبه دائم في ملفات حماس وغزة، فإن هذه الضربة كانت بمثابة تذكير قاسٍ بحدود هذا الدور، فقطر، التي حمتها واشنطن في وجه التهديدات الإيرانية، لم تُحمَ من شريك واشنطن الأوثق: إسرائيل، وبعبارة أخرى، هذه إهانة مغلّفة بتنسيق مسبق، تضع قطر أمام معادلة جديدة: إمّا أن تبقى داخل هوامش الدور المسموح، أو تتحمّل نتائج تجاوزها، والصمت القطري الموزون، أو بالأحرى الانضباط في الردّ، يُشير إلى أن هناك ضغطًا هائلًا مورس خلف الكواليس، قبل العملية لقبول ما سيجرى، وتمريره ضمن حدود "المقبول دبلوماسيًا".
????ثانيًا: الرسالة إلى حماس:
نتائج الهجوم ترجح انه لم يكن استهدافًا جسديًا بقدر ما هو ضربة نفسية وتكتيكية، تؤكد لحماس أن الوفد التفاوضي في الخارج ليس بمنأى عن الخطر، حتى في عواصم "آمنة"، بل وربما ليسوا أكثر أمانًا من قادتهم في أنفاق غزة، والرسالة هنا ليست لحسم المعركة، بل لكسر الثقة داخل جسم الحركة، وتغذية الشك فيمن يُفترض أنهم يفاوضون باسم المقاومة، بينما يجلسون في فنادق العواصم.
????ثالثًا: إخراج تمثيلي أميركي إسرائيلي:
طريقة تنفيذ الضربة، التي قيل إنها تحاكي هجومًا إيرانيًا على قاعدة العديد، ليست صدفة، فإسرائيل اختارت سيناريو تختبر فيه، أمام عيون الجميع قدرتها على تجاوز الخطوط الأمنية الأميركية ذاتها، وهذا يشير إلى درجة الحرية الممنوحة لإسرائيل من واشنطن، وربما يُلمّح إلى أن الضربة لم تكن فقط منسقة، بل مرتب لها كأداة ضغط متفق عليها ضمن استراتيجية أكبر لفرض شروط معينة على حماس، سواء كانت "شروط ترامب" الجديدة أو غيرها من الأجندات الإقليمية.
رابعًا: الدوحة تُنقذ.. لتُذكّر:
بعد التسريبات تشير إلى أن الدوحة أبلغت قادة حماس قبل دقائق فقط من الضربة، وكأنها تقول: "نحن من أنقذناكم، ونحن الوحيدون القادرون على ضمان حياتكم"، وهذا يعيد تعريف العلاقة من شراكة إلى تبعية رمزية، ويضع قادة حماس في الخارج أمام واقع مرّ: لا أحد يملك الحصانة، ولا حتى من يجلس على طاولة التفاوض.
????????الخلاصة :
♦️الضربة لم تُنفّذ للقتل، بل للإذلال السياسي.
♦️•قطر خرجت بخسارة رمزية كبيرة، ولكنها قُيّدت بالرد.
♦️•حماس تلقّت إنذارًا وجوديًا أكثر من كونه عسكريًا.
♦️•إسرائيل وأميركا وجّها صفعة دبلوماسية مزدوجة: واحدة للحركة، وأخرى للدولة الوسيطة.
♦️•اللعبة الآن لم تعد في ميدان غزة فقط، بل على مائدة الوسطاء أنفسهم.
كتبه
عبدالباسط صابر