د محمد الصريدي يكتب: تحية واجب لابن النائب


قرأت ما كتبه الأستاذ محمد أحمد بدران البعلي، ولم أستطع المرور عليه مرور الكرام… فقد وجدت بين كلماته أصالة تُورّث، وتربية تُعلّم، وفكرًا يُحترم.
أن تفخر بعملك الشريف كنجار، رغم أنك ابن نائب في البرلمان، فهذا يؤكد أن الكبار يُربون كبارًا، وأن الأصل الطيب لا يُنبت إلا الطيبين.
رسالتي لكل من حاول أن يصنع صورة نمطية سلبية عن النواب وأبنائهم: ها هو ابن النائب نموذج مشرف للعمل والاجتهاد والتواضع، لا يعيش على ألقاب أبيه ولا على جاه المنصب، وإنما يفتخر برزقه من عرقه.
كل الاحترام للأب النائب الذي زرع هذه القيم في أبنائه، وكل التقدير لك يا أستاذ محمد لأنك أثبت أن الشباب الحقيقي هو الذي يُكمل مسيرة آبائه بالعطاء والعمل لا بالكلام والشعارات.
هكذا يكون أبناء الأصول… وهكذا يكون فخر الوطن.
هذا ما قاله ابن النائب نفتخر ونشجع.. نحن أولاد الأصول كثيرًا ما يُطرح عليّ سؤال متكرر:
“كيف تعمل نجارًا بيدك، ووالدك نائب في مجلس الشعب؟”
وردّي دائمًا:
وأين المشكلة أن أعمل بيدي، وأكسب رزقي بعرقي؟!
بل إنني أعتبره شرفًا وفخرًا كبيرًا أن أكون نجارًا أبا عن جد، فهذه المهنة صنعت مني رجلاً يعرف معنى الاجتهاد وقيمة العمل الشريف.
للأسف، هناك من رسم في مخيلته صورة عن النائب وأبنائه كما تُصوّرها الأفلام والمسلسلات، وهنا أقول لهم بكل وضوح:
والدي تاج رأسي ونور حياتي، هو الذي رباني على الكفاح، وعلمني أن قيمة الإنسان تكمن في عمله وأخلاقه، لا في المناصب أو الألقاب.
حتى في يوم الإجازة، تعلمت منه أن الوقت لا يُهدر، وأن أي يوم يمكن أن يصبح فرصة للتعلم أو العمل حتى ولو لساعتين فقط.
وأود التأكيد:
والدي – يشهد الله – لم ولن يستفد ماديًا من أي منصب سياسي أو تنفيذي طوال حياته العملية والسياسية.
لقد وهبه الله حب الناس، وسخّره لخدمتهم يوميًا بصمت، دون استغلال نفوذ أو بحث عن سلطة.
يكفيه أنه من أكثر النواب حديثًا في مجلس النواب عن مشكلات أبناء دائرته، مقدمًا الطلبات والمقترحات والتوصيات بصوتٍ وصورة، حاملاً هموم الناس بكل صدق وإخلاص.
هذا أصلنا.. وهذه تربيتنا.. والنية يعلمها الله وحده.
شكرًا لكل من يقدّر معنى الكفاح والعمل الشريف.. فبالعمل تبنى الأمم وترتقي المجتمعات.