اليوم الاخباري
  • اليوم الاخباري
  • اليوم الاخباري
  • قنوات الصريدي

رئيس مجلس الإدارة أ عبد الباسط صابر

صاحب الامتياز د. محمد الصريدي

المدير العام أ محمود الكيلاني

الأخبار

مصر وإثيوبيا وثرثره على النيل

اثيوبيا تختنق من الجيران بسبب التكتل المصري
اثيوبيا تختنق من الجيران بسبب التكتل المصري
????#إثيوبياوثرثره على النيل 1️⃣ في بيان شديد اللهجة أعاد توتر المشهد في شرق القارة اتهمت إثيوبيا مصر صراحةً بمحاولة زعزعة الاستقرار في منطقة القرن الأفريقي، مستخدمة لغة تحمل قدرًا كبيرًا من التصعيد السياسي، ومضامين تستهدف قلب ملف سد النهضة رأسًا على عقب. وما ورد في البيان الإثيوبي ليس مجرد رد عابر، بل خطوة محسوبة بعناية في لحظة إقليمية حساسة، تسعى فيها أديس أبابا لإعادة تعريف علاقتها مع دول الجوار، وتثبيت صورة الدولة القادرة على فرض إرادتها في ملف المياه الذي تعتبره “شريان وجود” 2️⃣ تتهم إثيوبيا القاهرة بأنها تواصل عقلية الحقبة الاستعمارية عبر التمسك بما تسميه حقوقًا تاريخية غير قابلة للنقاش، وترى أن مصر تسعى — من وجهة نظرها — إلى احتكار مياه النيل استنادًا إلى اتفاقيات تعتبرها إثيوبيا عقودًا موروثة لا تعكس توازنات القرن الحادي والعشرين. هذه اللغة ليست جديدة، لكنها اليوم تأتي مترافقة مع دعوة واضحة من أديس أبابا لمصر إلى التخلي عن “الاستراتيجية البالية التي لم تعد تُخيف إثيوبيا قط”، في رسالة صريحة بأن الزمن الذي كانت فيه أوراق الضغط تُستخدم دون ردّ قد انتهى 3️⃣ ورغم هذا الخطاب المتشدد، لم يصدر عن القاهرة أي رد رسمي حتى الآن، وهو صمت يمكن قراءته سياسيًا على أنه مؤشر لعدم رغبة مصر في الانجرار إلى مواجهة إعلامية، أو محاولة لإبراز التزامها بالمسار الدبلوماسي والقانوني بدلًا من الخطاب الانفعالي. في المقابل، يواصل البيان الإثيوبي اتهامه لمصر بأنها تعرقل المفاوضات، وتُظهر تعنتًا ممنهجًا، وتسعى لتضخيم مزاعم احتكارية من أجل تعطيل أي تقدم في الحوار. 4️⃣ لكن ما وراء النص أهم من النص ذاته. فالبيان يعكس إدراكًا إثيوبيًا بأن ملف سد النهضة يدخل مرحلة سياسية جديدة، وأن القاهرة — بحكم ثقلها الإقليمي ومكانتها التاريخية في حوض النيل — ما زالت تملك أوراقًا مؤثرة، حتى وإن حاولت أديس أبابا نفي ذلك. كما يكشف البيان عن قلق إثيوبي من محاولات مصرية حثيثة لإعادة بناء موقف دولي داعم لحصتها المائية، في وقت تواجه فيه إثيوبيا ضغوطًا اقتصادية داخلية وصراعات محلية تجعلها أكثر حساسية لأي ضغط خارجي. ????في جوهره يعيد الخطاب الإثيوبي صياغة معادلة الأمن المائي في المنطقة. فإثيوبيا تؤكد أنها “غير مضطرة لأخذ إذن من أحد” لاستخدام مواردها الطبيعية، بينما ترى مصر أن أي تغيير أحادي في منظومة النيل يمثل تهديدًا وجوديًا يمس الأمن القومي مباشرة. هذان الخطّان لا يبدوان متوازيين فحسب، بل متصادمان بطبيعتهما، وهو ما يفسر حدة اللغة الإثيوبية في البيان الأخير 5️⃣ ومن زاوية أعمق، يمكن القول إن الخلاف لم يعد حول المياه فقط، بل حول شكل التوازن الإقليمي المقبل: #هل تستطيع دولة واحدة مهما كانت طبيعة موقعها الجغرافي أن تعيد رسم قواعد النهر الأطول في أفريقيا منفردة⁉️ #وهل يمكن لمصر التي تعتمد على النيل بنسبة تتجاوز 95% من احتياجاتها المائية، أن تقبل بمعادلة تُغيّب عنصر التفاوض والالتزام القانوني⁉️ ????#هذاهوجوهرالصراع وهذه هي النقطة التي تجعل التصعيد الإثيوبي جزءًا من معركة أكبر تتعلق بالشرعية، والقانون الدولي، وتوزيع القوة في شرق أفريقيا 6️⃣ #في نهاية المطاف، يظهر البيان الإثيوبي كحلقة جديدة في سلسلة طويلة من التصريحات المتوترة، لكنه أيضًا يعكس حقيقة أهم: ????#أن هذا الملف لم يعد تقنيًا ولا هندسيًا، بل أصبح سياسيًا بالكامل. وأن المنطقة مقبلة على مرحلة تتطلب لغة عقلانية وصياغة جديدة للحوار، لأن البديل سيكون مزيدًا من الاستقطاب في محيط جغرافي شديد الحساسية، يعتمد استقراره على قطرات مياه تتدفق من المرتفعات الإثيوبية حتى شواطئ المتوسط. #وبين لهجة الاتهام وصمت القاهرةيبقى السؤال: ✅من سيصوغ المعادلة المقبلة التهديد أم الحوار⁉️ ❌#الإجابةحتى الآن ما زالت معلّقة فوق مياه النيل
00306a048e97.jpg
دكتور محمد الصريدي
  • iTradeAuto
  • iTradeAuto
  • iTradeAuto
  • iTradeAuto
  • iTradeAuto