علماء يبتكرون جسما مضادا يعطل فيروس نقص المناعة البشرية بنسبة 98%


فى خطوة علمية تبعث على الأمل كشف فريق من العلماء عن مضاد مناعى يدعى 04_A06، قادر على تحييد ما يقارب 98.5% من سلالات فيروس نقص المناعة البشرية (HIV-1) المعروفة، بحسب ما ورد فى تقرير نشر على موقع thebrighterside.
ابتكر الباحثون هذا المضاد بعد أبحاث مركزة على تصميم الأجسام المضادة التى تستطيع رصد وتحييد الفيروسات المتغيرة، ومن خلال اختبارات مخبرية مكثفة، أثبت 04_A06 قدرته على الارتباط بمواقع مهمة على الفيروس، مما يعطله ويمنعه من إصابة الخلايا.
فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) بارع فى البقاء، حيث يتطور الفيروس بسرعة هائلة لدرجة أنه يتفوق على معظم الأجسام المضادة، ولا يبقى أمام الجهاز المناعى خيار سوى مواجهة المتغيرات الجديدة.
لماذا هذا الاكتشاف مهم؟
لتقييم مدى فاعلية 04_A06 مقارنةً بالأجسام المضادة الرائدة الأخرى، اختبره العلماء على مئات من فيروسات نقص المناعة البشرية الزائفة المعدلة مخبريًا، ولم تكن سوى خمسة إلى تسعة من أصل 337 سلالة مقاومة إلى حد ما، وامتلك الجسم المضاد نطاق تحييد غير مسبوق تقريبًا.
كما أظهر أداءً جيدًا ضد الفيروسات المقاومة بالفعل للأجسام المضادة الأخرى، حيث نجح فى تحييد ما يقرب من 80% من الفيروسات التى تهربت من VRC01، وهى سلالات فيروسية مقاومة لأجسام مضادة أخرى شديدة الانتشار.
على الرغم من التقدم الكبير فى علاجات إيجابية HIV (العلاج المضاد للفيروسات القهقرية)، لا يزال التطوير الوقائى والشفاء الكامل هدفًا بعيد المنال، هذا المضاد الجديد يعطى أملًا فى..
تحسين فاعلية اللقاحات المرتبطة بفيروس HIV
استخدامه كجزء من العلاجات المساعدة أو الوقائية
سد فجوة كبيرة فى مقاومة الفيروسات المتحورة
لكن الطريق أمام التطبيق الفعلي لهذا الاكتشاف لا يخلو من عقبات، منها إجراء تجارب بشرية دقيقة للتأكد من سلامة المضاد وفاعليته فى الجسم البشرى، والتأكد من أن الفيروس لا يتكيف أو يطور مقاومة لموقع الارتباط، بالإضافة إلى أن تكاليف تطويره وإنتاجه إلى مستوى يتاح للجميع.
إذا نجح هذا المضاد فى التجارب السريرية، فقد يشكل نقلة جديدة فى مكافحة HIV، ليس فقط كعلاج إضافى، بل ربما كدعامة أساسية للقاحات مستقبلية تدعم المناعة وتمنع الإصابة قبل حدوثها.