تونس تغيب عن قرار حل الدولتين في الأمم المتحدة
✍️ تونس تغيّبت عن تصويت قرار «حلّ الدولتين» بالأمم المتحدة — غيابُ دولٍ عن موقفٍ يخصّ القضية الفلسطينية لا يبرّر الخذلان
???? كيف تغيّر الديبلوماسية التونسية موقفها أمام التاريخ؟ وما معنى هذا الغياب أمام شعبٍ ينتظر موقفًا يليق به؟
????في 12 سبتمبر 2025 اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان «نيويورك» الداعي إلى خطوات ملموسة ومقيدة زمنياً لتحقيق حلّ الدولتين، بنتيجةٍ ساحقة: 142 صوتًا مؤيّدًا، و10 معارضين، و12 ممتنعًا.
????وفيما بدا أنه لحظةٌ تاريخية تتطلّب مواقف واضحة من الدول العربية الشقيقة، أفادت تقارير إعلامية تونسية بأن وفد تونس تغيّب عن التصويت أو لم يُسجَّل له موقفٌ واضح في قاعة الجمعية العامة. هذا الغياب أثار دهشة وامتعاضًا على مستوى شعبي وسياسي في المنطقة، خصوصًا وأن تونس كانت تقليديًا من الأصوات التي تُظهر تضامنًا مع الشعب الفلسطيني.
???? لماذا هذا الغياب مؤثر وخطير؟
1. لأن التصويت جاء بعد مؤتمر دولي استضافته السعودية وفرنسا، ومثّل محاولة نادرة لتأمين إطار زمني وخطوات قابلة للتنفيذ لإنهاء الحرب وإقامة دولة فلسطينية. سكوت دولةٍ قريبة وعريقة عن مثل هذا التصويت يضع علامة استفهامٍ على أولوياتها الديبلوماسية.
2. لأن الرأي العام التونسي والعربي يرى في مواقف الحكومات مرآة للقيم الوطنية، والغياب عن محطةٍ كهذه يُقرأ كخروجٍ عن خطّ التضامن الأخلاقي والسياسي مع شعبٍ يئنّ تحت ويلات الحرب.
3. لأنّ الفراغ الدبلوماسي يُترك ليُملأ بتفسيراتٍ لا تُسعد تحالفات جديدة وحسابات إقليمية ضيقة ضبابية في المواقف أو ببساطة تردّدٌ يفقد الدولة رصيدها المعنوي في المحافل الدولية؟
???? اتهامات ومساءلة هل يكفي الصمت؟
???? من حقّ أي دولة أن تراجع استراتيجياتها، لكن ليس من حقّها أن تختار الصمت عند مفصلٍ أخلاقي وسياسي بهذا الحجم. المسؤولون التونسيون مدعوون لشرح أسباب الغياب، وتقديم تبريرات واضحة أمام الجميع هل تغيّب الوفد؟
هل التزمت تونس موقفًا غير موثَّق؟
هل هناك اعتبارات داخلية أو إقليمية وراء القرار؟
????غموض الإجابات يُسهِم في تآكل الثقة ويُرجِّح فرضياتٍ سلبية.
????إلى أهل تونس: بين المحبّة والنقد.
???? تونس بلدٌ قريب إلى القلب، شعبها ذا تاريخ نضالي عريق، ولا نعادي شعبًا لأجل سياسات حكومية. النقد هنا موجّه بمبدأ: الدول إذا اختارت الصمت أمام قضايا الأمة الكبرى فقدت نصيبها من المكانة والاحترام. إن كنتم تؤمنون بالقضية الفلسطينية، فعليكم أن تطالبوا حكومتكم بالوضوح، لا بالاختفاء.
وإن كان لدى الحكومة تبرير منطقي ومشرف فلتُعلنَه الآن، ولتُعرِضه على الرأي العام.
???? الغياب عن التاريخ موقفٌ لا يُنسب إلى شعوبٍ تنطق بالقيم. تونس، يا من اعتدنا عليها موقفًا مبدئيًا، لا تبعيّة ولا حيادًا مريبًا؛ التاريخ لا يرحم المتردّدين. وإن كانت الديبلوماسية تحسب مصالح صغيرة على حساب كرامة الأمة، فليس عندنا إلا أن نقول تحيّة لتونس شعبًا، ومساءلة لحكومتها إن استمرّت في غياب المواقف عندما يكون البيان ضرورة وواجِبًا.
⇧
