الجمعة 19 أبريل 2024 04:03 صـ
اليوم الاخباري
  • اليوم الاخباري
  • اليوم الاخباري
  • اليوم الاخباري

رئيس مجلس الإدارة م. إبراهيم الصريدي

صاحب الامتياز د. محمد الصريدي

المدير العام أ محمود الكيلاني

منوعات

اسدال الستار عن «سندباد» أيام الطفولة والصبا.. ويحيي الفخراني يكتب آخر الحكايات

اليوم الاخباري

«سندباد» أيام الطفولة والصبا.. ويحيي الفخراني يكتب أخر حكاياته

يأبى سندباد أن يرحل من على بساطه، ليظل حافظا لذكرياتنا وأحلامنا وخيالاتنا وأيام طفولتنا وصبانا كلما مررنا بجواره، تلك الشخصية الأسطورية لألف ليلة وليلة، والتي تم اطلاقها على مدينة الملاهي الشهيرة المعروفة بـ «ملاهي السندباد»، والتي كلما تطلعنا لها في ذهابنا وإيابنا اعتصرنا الألم لما آلت إليه من ألعاب أنهكتها السنين وأصابها الشلل، ولكن يبقي السؤال لماذا لم تتمسك السندباد بما تحويه من ألعاب ومشاهد رسخت في أذهان أجيال بأكملها؟ هل لاشتداد المنافسة مع وسائل ترفيه أرقى وأحدث لم تقوى على منافستها، أم لأسباب مادية أخرى؟.

الألعاب الإليكترونية سرقت «فسحة الملاهي»

لقد سلبت التطبيقات والألعاب الإلكترونية وتطبيقاتها و«البلاي ستيشن»، البساط من تحت مدينة السندباد، التي أصبحت عجوزا، في عصر سيطرت وتحكمت تلك التطبيقات على عالم الترفية وعلى أذهان الأجيال الحديثة، وأجبرتهم على ملازمة مقاعدهم في المنازل، ولم يهتموا بالمناطق الترفهية والمنتزهات العامة، فأختارت السندباد غلق أبوابها مفضله الانسحاب في صمت وهدوء، فأغلقت أبوابها أمام زائريها عام 2016، وتعطلت ألعابها بعدما كانت تضج طرقاتها وأركانها بالضحكات والموسيقى وأصوات الألعاب المختلفة والأضواء العاليه، والضحكات وصيحات الأطفال والشباب، الذين قطعوا ربما مئات الكيلومترات تاركين محافظاتهم لاختلاس وجبة ترفيهية ممتعة داخل «ملاهي السندباد»، وذلك على مدار أكثر من 30 عامًا .

هل ستلقى باقي المدن الترفيهيه مصير «السندباد» ؟

في ظل اقتحام تلك التطبيقات والأجهزة الاليكترونية أذهان الشباب، وفي ظل استمرار هذا الاحتلال الذهني الذي صنعته تلك الأجهزة، هل ستنعكس على باقي المدن الترفيهية غيامة الإغلاق والتعتيم، ولكن السؤال لماذا احتلت تلك الألعاب الاليكترونية حياتنا وهي بلا روح أو حياة، وأضاعت فرحة «الفسحة والملاهي»، وجهنا تلك الأسئلة لبعض الأشخاص الذين كانوا يحرصون على زيارة السندباد بصفة مستمرة منذ أكثر من 10 أعوام، وكانت المفاجأة، وهي ارتباطهم الوثيق بمدينة السندباد، وحزنهم عليها، كل لأسبابه، ما بين بكاء على صرحِ هوى، أو ذكريات جميلة رحلت تاركة أجمل الأثر في القلب، أو حزنا على أيام الصبا والشباب التي رحلت، لتتلقفنا الحياة لتدخلنا في دهاليز طرقاتها الوعرة.

لن ننسي ذكرياتنا وألعاب المنخول والدودة وصرخاتنا الممزوج بالفرحة

«كنا بنروح كل اجازة لما بننزل مصر» هكذا بدأت تسرد لنا همسة ذكرياتها التي راودتها عند سماع خبر بيع مدينة السندباد في مزاد قريبًا، وبدأت أن تحكي لقطات تذكرتها وهي تننتظر الإجازة السنوية التي تحضر فيها إلى مصر، والتي تكون عادة في إجازة نصف العام، قائلة «كان لينا طقوس في الفسحة دي كانت لازم تبدأ من الساعة 10 الصبح ومنمشيش غير واحنا بنام على نفسنا»، تلك التفاصيل كانت تسردها وهي تبحث عن الصور التي التقتطها في المكان منذ أكثر من 14 عام، واصفة الشعور التي كانت تعيشه خلال يوم السندباد كما كانت تطلق عليه هي وعائلتها ،قائلة «كنا بنعرف نتبسط بجد وبأقل الأمكانيات ومفتقدين الأماكن الذكرياتنا اترسمت فيها» .

«انا كنت بروح عشان «المنخول» من الواضح أن رحمة البالغة من العمر 33 عامًا، لم تنسي أولي أيام الأجازة الصيفية التي كانت تقضيها في «السندباد»، والتي طالما تذكرتها ارتسمت البسمة على وجهها، وهي تحكي بكل حب ذكرياتها في لعبة «المنخول» قائلة: «كنت كل ما روح لازم اركبه رغم إني كنت بتعب منه بس كان متعة ليا»، مشيرة إلى أن العائلة جميعها كانت تستمتع بأجواء اليوم بشكل كبير .

ولفتت رحمة إلى أن الأجواء هناك كانت مختلفة عن أي مكان ترفيهي أخر، مشيدة بالألعاب وبالموسيقي والأنشطة التي كانت تعقدها المدينة بشكل يومي، قائلة «كان في رجل بيبيع تفاحة العسل وكنت لازم اشتري منها»، معربة عن أسفها تجاه بيع المدينة لما تحمله من ذكريات جيل كامل ما زالت في ذاكرته .

فيلم «الاغتيال» وأشهر مشهد من فيلم «أبوعلي» حتي انتهي بمسلسل «ونوس» مكان للأشباح

لم تكتفي «السندباد» باستقبال زائريه وإمتاعهم، بل استضافت العديد من الأعمال الدرامية والسينمائية، منها فيلم «الأغتيال» بطولة نادية الجندي، تم تصوير لقطات منه داخل أسوار مدينة السندباد، عام 1998، ويأتي بعدها فيلم «أبوعلي» بطولة كريم عبدالعزيز ومني ذكي، الذي تم تصويره عام 2005، والتي تأتي تصوير العديد من مشاهده التي لا تنسي داخل مدينة السندباد، وكان في ذلك الوقت المدينة تتمتع بازدهار وتطوير كبير ظهر خلال مشاهد الفيلم، وأخيرًا مشاهد مسلسل «ونوس» بطولة يحيي الفخراني عام 2016 داخل السندباد، وكأنه يكتب الفصل الأخير في حكاية «السندباد»، حتي وكانت تبدو على المدينة وكأنها مهجورة على عكس ما ظهرت في فيلم «أبوعلي».

لم يكتقي ذلك الحصن الترفيهي المليئ بالأنوار والألعاب باستضافة العديد من الأعمال الدرامية والسينمائية، بل احتضن أيضا العديد من الحفلات الغنائية لكبار المطربيين المصريين والعرب، كما أقيمت داخلها حفلات أعياد الفطر وشم النسيم، مثل عمرو دياب وحميد الشاعري في فترة التسعينات، والمطرب الكويتي نبيل شعيل في عيد الفطر 2004، فلم تكن تغيب الأضواء والموسيقي عن أرض تلك المدينة الترفهية على مدار اليوم .

السندباد ملاهي السندباد الصريدي
  • iTradeAuto
  • iTradeAuto
  • iTradeAuto
  • iTradeAuto
  • iTradeAuto