لماذا يخاف الأطفال من التحدث عن تعرضهم للاعتداء الجنسي؟


رغم ما أثارته واقعة اتهام شخص بالتحرش بطفلة داخل أحد عقارات حي المعادي، من تعجب الكثيرين؛ نظرا لكون المتهم شخصا بالغا، سمح لنفسه بفعل ذلك مع طفلة لا تدرك ما يحدث، إلا أن تلك الحوادث تتكرر من فترة لأخرى حول العالم، بعضها يظهر للنور، والبعض الآخر يظل سرًا في حياة الطفل.
وقد يُسبب ما عاشه الطفل مأساة، فلماذا يخاف بعض الصغار من التحدث عن تعرضهم لذلك؟
تقول لاريسا كريستنسن، محاضرة في علم الجريمة والعدالة ورئيس مشارك لوحدة الوقاية من العنف الجنسي والبحوث بجامعة صن شاين كوست الأسترالية، إن الاعتداء الجنسي على الأطفال مشكلة عالمية، وبحسب "اللجنة الملكية للاعتداء الجنسي" بأستراليا، فإن بعض الأطفال يحتاجون لسنوات حتى يكشفوا عن تعرضهم للتحرش أو الاعتداء، وهذا يحرمهم من العيش حياة طبيعية.
وأضافت أن بعض الأطفال يخافون من الكشف عن تعرضهم للتحرش أو الاعتداء، بسبب شعورهم بالإحراج والخزي، أو للخوف من الجاني واللوم على الذات، وفق ما نشره موقع "ذا كونفرزيشن" الأسترالي.
وأوضحت نادين ماكيلوب، محاضر في علم الجريمة والعدالة ورئيس مشارك لوحدة الوقاية من العنف الجنسي والبحوث بجامعة صن شاين كوست الأسترالية، أن الأطفال قد لا يتحدثون عن تعرضهم للتحرش لأنهم لا يعرفون كيف يفعلون ذلك أو يخافون من العقاب أو لا يرغبون في شعور الوالدين بالحزن.
وذكرت أنه إذا كان الطفل تعرض للتحرش أو الاعتداء على يد صديق للعائلة أو أحد الأقارب، فإن هذا يجعله مذبذبا بشأن التحدث عن الأمر، ولهذا يجب على الوالدين تشجيع الطفل على الإبلاغ عن تعرضه لأي فعل سيئ حتى لو كان من الأقارب.
وأكدت أن الطفل قد يتجنب الإبلاغ أيضًا بسبب تلاعب الجاني به، من خلال تهديده أو تشجيعه على الصمت عبر منحه العاب ومال وهدايا واهتمام.
وقالت سوزان رايمنت ماكهيو، محاضر في علم الإجرام والعدالة ورئيس مشارك لوحدة أبحاث العنف الجنسي والوقاية منه بجامعة صن شاين كوست الأسترالية، إن الطفل يتحدث عن تعرضه للتحرش أو الاعتداء إذا لم يشعر بالخوف من الوالدين أو إذا كان هناك شخصًا يشعر معه بالأمان ويثق فيه، ولذلك يجب على الأب أو الأم عند ارتكاب الطفل لأي خطأ، التحدث معه بهدوء وطمأنته حتى لا يخاف من إبلاغهم بأي شيء يحدث له.
وأوضحت أنه في حالة خوف الوالدين على الطفل من التحرش أو الشعور بأنه تعرض لذلك ولكن لا يرغب في التحدث، فيمكن محاولة التأكد من سلامته عبر عدة علامات، مثل حدوث تغييرات في السلوك، كانخفاض الأداء المدرسي أو التبول في الفراش، والتحدث عن أشياء تخص العلاقة الجنسية، والخوف المفاجئ عند ذكر التحرش أمامه أو بمجرد رؤيته لشخص معين، ومعاناته من ألم في منطقة الأعضاء التناسلية أو الشرج، أو رغبته في عدم التحدث عن تفاصيل يومه كالمعتاد.