لماذا تختلف مدة التعافي النهائي من الجراحة بين الأشخاص؟


يتوقع الأطباء عادةً المدة التي يحتاجها المريض بعد الجراحة للتعافي، ولكن هذا ليس له قاعدة ثابتة، فهناك من يتعافى خلال أيام وهناك من يحتاج إلى أسابيع، ولهذا حاول العلماء معرفة سبب اختلاف المدة بين المرضى.
وسلط طبيب التخدير في كلية الطب بجامعة ستانفورد البحثية الأمريكية بالتعاون مع أستاذ المناعة والأحياء الدقيقة بالجامعة، الضوء على مدة التعافي، وكشفت نتائج دراستهم التي نشرت في مجلة علوم الطب الانتقالي التابعة للجمعية الأمريكية للعلوم عن الطريقة التي يمكن من خلالها توقع المدة التي يحتاجها مريض الجراحة للتعافي.
وقال طبيب التخدير، إن الدراسة فحصت 32 مريضًا تتراوح أعمارهم بين 50 و 80 عامًا أثناء تعافيهم من جراحة استبدال مفصل الورك، ليتضح أنه على الرغم من أن المرضى خضعوا لنفس الجراحة وكانت لديهم نفس الحالة الصحية وحصلوا على نفس أدوية التخدير وأدوية ما بعد الجراحة، إلا أن مدة تعافيهم اختلفت بشكل كبير، بحسب موقع "هيلث لاين نيتوركس" الأمريكي الخاص بالصحة.
وأضاف أنه تم فحص المرضى عبر اختبار دم من نوع جديد، متخصص في قياس الكتلة الخلوية أحادية الخلية، وذلك لتحديد نسبة استجابة الجهاز المناعي للجراحة، لأنه هو المتحكم في مدة التعافي.
وأوضح أن الدراسة توصلت إلى أنه في حالة وصول نشاط الجهاز المناعي لذروته بعد الحراجة مباشرةً وانخفاضه بعد 24 ساعة، فأن المريض سوف يتعافي سريعًا، ولكن إذا ظلت الخلايا بالجهاز نشطة بعد مرور يوم من الجراحة، فهذا يعني أن المريض سيواجه صعوبة حتى يتعافى وسوف يستغرق وقتًا طويلًا، والسبب في ذلك هو استمرار عمل المناعة بشكل خارج عن السيطرة يجعل الجسم مجهدًا مما يتسبب في الشفاء ببطء، وقد تصل مدة التعافي في بعض الأحيان إلى 6 أسابيع.
وأكد أن عبر استخدام تحليل الكتلة الخلوية يمكن توقع موعد تعافي الجنود أو الرياضيين وغيرهم من المرضى الذي يخضعون للجراحة.
وأشار إلى أن التحليل يستطيع أيضًا التنبؤ بالمدة التي يحتاجها المريض للتعافي حتى قبل خضوعه للعمليات الجراحية، وذلك عبر استخدام بعض المواد الكيميائية لتحديد نسبة استجابة الجهاز المناعي.
وقال إن تحليل الكتلة الخلوية يطبق حاليًا داخل معامل الجامعات فقط لأنه يحتاج إلى تقنيات معينة ولكن خلال فترة قليلة سوف يتم ايجاد وسيلة أخرى له حتى يطبق بشكل بسيط في المعامل العادية.