اليوم الاخباري
  • اليوم الاخباري
  • اليوم الاخباري
  • اليوم الاخباري

رئيس مجلس الإدارة أ عبد الباسط صابر

صاحب الامتياز د. محمد الصريدي

المدير العام أ محمود الكيلاني

الصحة

هل تؤثر متلازمة العناية المركزة على نفسية المرضى؟

اليوم الاخباري

لم تتوقف الآثار السلبية لفيروس كورونا على الجانب الجسدي فقط، بل راحت لترهق نفسية المصابين، الذين قد يصاب البعض منهم بنوبات اكتئاب قد تؤدي للانتحار.

هذا كله يحدث بسبب "متلازمة العناية المركزة"، حيث اكتشف الأطباء أن بعض الحالات المصابة بكورونا وتمكث في العناية المركزة، يصبح لديهم اكتئاب شديد جدا يدفعهم للتفكير في الانتحار.

في مصر، سجلت القاهرة حالات انتحار جديدة للمصابين، ففي يناير المنصرم وخلال 24 ساعة فقط، انتحر مصابان اثنان بفيروس كورونا في مصر، الأول في منطقة حلوان، وهو عامل أربعيني ألقى بنفسه من الطابق الرابع بمستشفى العزل، بعد معرفة إيجابية مسحته، أما حالة الانتحار الثانية فتعود لمصاب في قرية أشمون بمحافظة المنوفية، الذي ألقى بنفسه من الطابق الثاني.

وفي يونيو الماضي، انتحر شاب داخل مسكنه بمنطقة أوسيم في الجيزة، شنقا، نتيجة تدهور حالته النفسية، بعد إصابته بالفيروس.

أما في بريطانيا، فقالت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، إن شاب يبلغ من العمر 28 عامًا، كان متفائلًا ومنفتحًا، شنق نفسه بعد أن أدى عزله بسبب فيروس كورونا إلى إصابته بالاكتئاب، مشيرة إلى أن صحته العقلية أخذت منعطفًا نحو الأسوأ في مارس خلال الإغلاق الأول الذي أدى لانتحاره في 8 ديسمبر.

• ما هي متلازمة ما بعد العناية المركزة؟

نشر موقع "ميديكال نيوز توداي"، حديث سابنا كودشادكار، الحاصلة على دكتوراه في الطب من جامعة جونز هوبكنز في بالتيمور، التي قالت إن المتلازمة يمكن أن تؤثر بشكل كبير على جودة الحياة على المدى القصير والبعيد: "هي لا تؤثر فقط على المريض، لكن أيضًا على عائلته" .

وقد يعاني المرضى البالغون من صعوبات في استئناف أنشطة الحياة اليومية أو يصارعون للعودة إلى العمل، أما جسديا فقد يعانون من ضعف العضلات والألم المزمن.

ومن الناحية المعرفية، قد يعاني هؤلاء الأفراد من مشكلة في التركيز والذاكرة، وقد تظهر المشكلات المعرفية بشكل خاص مع الأشخاص الذين لديهم تاريخ من الخرف، وقد يعاني الأشخاص الذين يعانون من المتلازمة من القلق أو صعوبات النوم أو الاكتئاب أو اضطراب ما بعد الصدمة.

وأشارت كودشادكار، في يونيو الماضي، إلى أن حتى المرضى الذين كانوا أصحاء في السابق قبل إقامتهم في وحدة العناية المركزة بسبب فيروس كورونا أو أمراض حرجة أخرى، معرضون لخطر الإصابة بـ"متلازمة العناية المركزة" بعد الخروج من المستشفى، فيما يبقى كورونا أكثر عوامل الإصابة بالمتلازمة بل وأخطرها.

• كيف نفهم حالة المريض؟

أوضحت كودشادكار قائلة: "بالنسبة للناجين من فيروس كورونا، بدأنا بالفعل في ملاحظة العديد من هذه المشكلات المتلازمة لديهم، ويمكن أن يكون ضعف العضلات عميقًا كما لاحظنا ارتفاع معدل الهذيان المستمر".

وأضافت: "هذه المتلازمة تتزايد بسبب قيود الزيارات وفقدان اللمسة الإنسانية للمريض والوجوه المألوفة في عصر معدات الوقاية الشخصية وغرف العزل بسبب كورونا".

أيضا أكدت الطبيبة جيسي جولد، الحاصلة على دكتوراه في الطب من جامعة واشنطن في سانت لويس، أن كورونا قد غيّر بشكل جذري مشهد وحدة العناية المركزة.

وقالت: "الطرق التي كنا نحاول بها عادة تجنب متلازمة العناية المركزة ليست لدينا القدرة على تطبيقها الآن في ظل كورونا؛ لأن مقدمي الرعاية الصحية أصبحوا بداخل بدلات الفضاء العملاقة للوقاية من الإصابة، فهناك مستشفيات قرر بعض أطباؤها لصق صورهم على صدورهم لإراحة نفسية المريض".

وأضافت جولد، أن ذلك كان لمرضى وحدة العناية المركزة من العوامل المعتادة التي تساعدهم على الشعور بالأمان: "ليس لدى المريض عائلة بجانب السرير تعيد توجيهه أو تجعله يشعر بالأمان، وهذا ما يحدث في وحدة العناية المركزة، فليس هناك الكثير من الممرضين، هناك عدد قليل جدا، وإضافة لذلك يوجد المزيد من الرموز التي يتبادلها الأطباء والضوضاء والقلق والتوتر تجعل المريض لا يفهم ما يحدث".

• كيف نساعد المريض نفسيا؟

بالنسبة للحلول، تقترح جولد أن يتعلم مقدمو الرعاية الصحية المزيد لجعل المرضى يشعرون براحة أكبر، بالإضافة لاستخدام طرق الاتصال الافتراضية الأخرى للمساعدة في ربط المريض بأسرته، مثل الهواتف وبرامج المراسلة بالصورة.

وللتقليل من خطر الهزيان المرتبط بمتلازمة العناية، نصح الأطباء بوجود تدخلات أخرى لتقليل الخطر تشمل ضمان تعرض المرضى لأشعة الشمس ومساعدتهم في الحفاظ على إيقاعات الساعة البيولوجية الطبيعية.

• ما بعد الخروج من العناية

تقول الدكتورة كودتشادكار، إن تحسين نظام النوم للمرضى يمكن أن يعزز أيضًا قدرتهم على المشاركة في إعادة التأهيل المبكر من متلازمة العناية، وذكرت أن العلاج البدني المبكر والعلاج الوظيفي والعلاج بلغة الكلام يمكن أن تزيد من فرصة المريض في استعادة حالته الجيدة قبل الفيروس.

كما أشار الدكتور جولد، إلى أهمية النظر إلى ما هو أبعد بعد البقاء في وحدة العناية المركزة، مشددًا على أن مقدمي الرعاية الصحية يجب أن يأخذوا هذه المشاكل الصحية العقلية المحتملة بعد الخروج من المستشفى على محمل الجد، ويعرضوا على المريض المتعافي تقديم الاستشارة في حال شعر بأعراض المتلازمة بعد خروجه من وحدة العناية المركزة.

وقد يعاني أولئك الذين يتعافون من حالة حادة من كورونا من الكوابيس والاستجابة المفاجئة واضطراب ما بعد الصدمة واضطرابات النوم وعدم الاستقرار العاطفي والاكتئاب وتغيرات الشهية وفقدان الاهتمام.

تقول كودشادكار، إن المرضى الذين يتعافون من معركة كورونا الطويلة، ويخرجون من المستشفى، قد يكون لديهم مشاعر مختلطة.

وأوضحت: "قد يكون من الصعب العودة إلى طبيعتهم السابقة بعد هذا الطريق الطويل والمرهق في المستشفى، ليس فقط للمريض ولكن لمقدمي الرعاية أيضًا".

• المشفى أم المنزل؟

استكملت كودشادكار قائلة: "لقد أخبرني المرضى والعائلات أنهم يخشون العودة إلى منازلهم، وأنهم يشعرون بالأمان في المستشفى، إنها طريقة صعبة للانتقال من حياة المستشفى للحياة الطبيعية في المنزل بعد المرض".

علاوة على ذلك، أشارت إيريس سومر، الحاصلة على الدكتوراه من المركز الطبي الجامعي جرونينجن، ودكتور روبرتو باكر، من المركز الطبي بجامعة ماستريخت، كلاهما في هولندا، إلى أن مرضى كورونا من المرجح أن يواجهوا عبئا كبيرا على الصحة العقلية أثناء التعافي.

ولفتت إلى أنه قد يستمر الخوف والقلق من الإصابة بالمرض مرة أخرى، خاصةً لأنه لا يوجد سوى القليل من الأدلة فيما يتعلق بالفيروس.

من جهته، حذر الدكتور هينك ستام، من المركز الطبي بجامعة إيراسموس في هولندا، وزملاؤه، من أنه قد يكون هناك عدد غير مسبوق من الأفراد الذين يعانون من متلازمة العناية المركزة.

وذكروا في دورية طبية لإعادة التأهيل، أن فكرة إعادة المرضى الذين ينجون من العناية المركزة والتهوية الميكانيكية إلى المنزل دون مزيد من العناية الطبية هو وهم خطير.

وأضافوا أن المتلازمة وغيرها من الحالات الشديدة تتطلب ليس فقط الفحص الكافي، لكن إعادة التأهيل المبكر وبعض التدخلات الأخرى.

كورونا متلازمة العناية المركزة
  • iTradeAuto
  • iTradeAuto
  • iTradeAuto
  • iTradeAuto
  • iTradeAuto