مصر تدخل اكبر مناوره مع دول العالم
????????????مصر داخلة من مناورة في مناورة… مع فرنسا، تركيا، روسيا، أمريكا، اليونان، وغيرهم كتير.
????وفي خلال 3 شهور بس، نفذت تدريبات مع 6 جيوش أجنبية على أرضها وبرّا كمان.
السؤال هنا مش هو "إزاي؟"… السؤال هو: "ليه؟"
ليه دلوقتي؟ وليه التنوع الكبير في الشركاء؟
ليه مصر بتتدرّب مع أوروبا والناتو
وفي نفس الوقت بتتعاون مع روسيا وتركيا؟
هل في حاجة كبيرة بتتطبخ؟ هل ده مجرد استعداد لحرب؟ ولا في حرب فعلاً بس من نوع تاني؟
????????ركز معايا…
????هو يعني إيه "مناورة عسكرية" أصلاً؟ ببساطة كده، المناورة العسكرية هي بروفة حرب، يعني الجيش بيتمرّن على سيناريوهات قتالية وبيشوف ردود أفعال القوات بتاعته تحت ضغط حقيقي لكن من غير ما تكون حرب فعلية. المناورات العسكرية بتحاكي ظروف قتال حقيقية بكل تفاصيلها: استخدام الأسلحة، التحرك في بيئة معقدة، مواجهة تهديدات غير تقليدية، وحتى إدارة الأزمات. وده مش بس علشان تتأكد من جاهزية الجنود، لكن كمان لاختبار الكفاءة القيادية وسرعة اتخاذ القرار تحت الضغط. لو فكرنا شوية هنلاقي إن المناورة دي بتكلف فلوس ومجهود ضخم، وعلشان كده مفيش جيش بيقرر يعملها لمجرد إن عنده وقت فاضي. لأ، ده لازم يكون وراها أهداف واضحة.
????والأهداف دي بتختلف من جيش للتاني، لكن غالبًا بتشمل تدريب القوات على تنسيق العمل ما بين أفرع الجيش المختلفة، زي القوات الجوية والبحرية والبرية، بجانب اختبار المعدات والأسلحة الحديثة في سيناريوهات شبه حقيقية. الأهم كمان هو إنك بتتعلم من غيرك، وخصوصًا لما تكون المناورات دي مشتركة مع جيوش تانية. هنا بقى بتبدأ الفوايد الحقيقية تظهر: بتشوف جيوش تانية بتفكر إزاي، بتخطط إزاي، بتنظم قواتها إزاي. يعني أنت مش بس بتدرب نفسك، ده أنت كمان بتتجسس بمعنى نظيف كده: بتراقب، وبتتعلم، وبتحلل.
????في أقل من 3 شهور، مصر شاركت في عدد كبير من المناورات العسكرية، وده مش مجرد أرقام والسلام. خليني أعدهملك: ميدوزا 14 مع اليونان وفرنسا والسعودية، بحر الصداقة مع تركيا، كيلوباترا 2025 مع فرنسا، جسر الصداقة مع روسيا، النجم الساطع بمشاركة 43 دولة من ضمنهم أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا. ده غير المناورات الثنائية التانية اللي حصلت في البحر الأحمر ومع دول البحر المتوسط.
????لما تلاقي بلد بتعمل كل الكم ده من المناورات في فترة زمنية قصيرة، يبقى أكيد وراها استراتيجية متكاملة مش مجرد صدفة. ليه؟ لأن أي مناورة بتتطلب استعداد لوجستي كبير، نقل قوات، تنسيق سياسي، ودبلوماسي، وتجهيزات على أعلى مستوى. يعني مصر مش بس بتتدرب، دي بتبعث رسالة للعالم إنها "جاهزة"، ومش بس كده، كمان عندها علاقات قوية بتمكّنها من التنسيق مع جيوش من كل الاتجاهات.
????وفي التوقيت ده بالذات، ده معناه إن مصر بتحاول تثبت مكانتها العسكرية وسط التحديات الإقليمية اللي حوالينا. لأننا في زمن كل حاجة فيه بتتغير بسرعة، واللي مش مستعد، هيتاكل. المناورات الكتير دي مش هدفها بس التدريب، لكن كمان نوع من أنواع الدبلوماسية العسكرية، اللي بتقول: "احنا موجودين، واحنا جاهزين، واحنا بنعرف نشتغل مع الكبير والصغير".
????من بداية 2024، واضح إن مصر مركزة جدًا على التعاون العسكري مع دول أوروبية، وده مش من فراغ. مناورات كيلوباترا مع فرنسا، ميدوزا مع اليونان وقبرص، ومشاركة دول زي إيطاليا، ألمانيا، إسبانيا، وحتى البرتغال في مناورات النجم الساطع. أوروبا بتمثل شريك استراتيجي مهم لمصر، وده لأسباب كتير.
????أولها إن أوروبا عندها خبرات عسكرية ضخمة، وتسليح متقدم، ومصر بتحاول تستفيد من ده. تاني حاجة، التعاون مع أوروبا بيدّي مصر ورقة ضغط دبلوماسي مهمة، خصوصًا في الملفات الإقليمية الشائكة زي ليبيا، السودان، وملف الهجرة غير الشرعية. أوروبا بتشوف في مصر شريك استقرار، ومصر بتستغل ده بشكل ذكي.
????كمان في بعد اقتصادي، لأن المناورات العسكرية غالبًا بتفتح الباب لصفقات سلاح، أو تصنيع مشترك. زي ما شفنا مؤخرًا في التعاون المصري الفرنسي لتصنيع مكونات من مقاتلات الرافال. ففكرة إنك تعمل مناورات مش معناها بس تدريب، لأ، ده أحيانًا بيبقى تمهيد لصفقات ضخمة بتغير شكل التسليح المصري كله.
والأهم، إن العلاقات العسكرية بتقوّي العلاقات السياسية. يعني لما تكون فرنسا بتدرب قواتك، وألمانيا بتراقب مناوراتك، ده بيخلق حالة من الثقة المتبادلة، اللي بتنعكس بعد كده على الملفات السياسية والاقتصادية.
???? خلينا نكون واضحين، العلاقة بين مصر وتركيا كانت متوترة جدًا من 2013، لدرجة إن مفيش أي تعاون عسكري حصل لحد 2023. لكن فجأة، نلاقي مناورة بحرية مشتركة في تركيا، وبمشاركة وحدات مصرية، تحت اسم بحر الصداقة. وده حدث تاريخي، مش بس على المستوى العسكري، لكن كمان على المستوى السياسي.
ليه؟ لأن دي أول مرة من 13 سنة توصل قوات مصرية للأراضي التركية علشان تنفذ تدريب مشترك. المناورة دي كانت بحضور كبار القادة العسكريين، وشهدت تدريبات على أعلى مستوى من التكتيك البحري، وزيارات وتفتيش، وهجوم على شواطئ معادية. لكن اللي أهم من كل ده هو التوقيت.
????المناورة حصلت في عز التوتر في غزة، وفي ظل اشتعال الوضع في البحر الأحمر، ومع تصاعد الاستقطاب في الإقليم. فده بيبعث برسالة لإسرائيل، ولأطراف تانية كتير، إن مصر وتركيا ممكن يرجعوا يبقوا على نفس الصف. الرسالة دي خلت الصحف العبرية تدخل في حالة ذعر، لأن التحالف ده – لو حصل – ممكن يغيّر موازين القوى في المنطقة كلها.
الخبراء الأتراك قالوا بوضوح إن المناورة مش مجرد تدريب، لكن "رسالة"، وده اللي أكده الجانب المصري برده بشكل غير مباشر. لأن التعاون العسكري بيكون دايمًا مؤشر على تقارب سياسي أكبر، وربما اقتصادي كمان. فمناورة زي دي مش بس بتعني تبادل خبرات، دي بتعني بداية فصل جديد تمامًا في العلاقة بين القوتين الكبار دول.
????لو بصينا على خريطة العلاقات العسكرية لمصر، هنلاقي إن روسيا ليها مكانة خاصة. مش بس علشان تاريخ طويل من التعاون العسكري، لكن كمان لأن التكتيكات والأسلحة الروسية مختلفة تمامًا عن المدرسة الغربية. علشان كده، لما مصر تعمل مناورة مشتركة مع روسيا، فده معناه إنها بتحاول توازن بين الكفتين: تتعلم من الغرب، وتتعلم من الشرق.
مناورة "جسر الصداقة" اللي حصلت في أبريل، كانت من أهم وأكتر المناورات دقة من حيث نوع التدريب، والمحتوى. اتنفذت في البحر المتوسط، وشارك فيها وحدات من الأسطول الشمالي الروسي، إلى جانب القوات البحرية المصرية. خلال التمرين، نفذوا تشكيلات بحرية، عمليات قتال ضد أهداف معادية، تدريبات على الدفاع الجوي، ورمايات بالذخيرة الحية.
????اللي لفت النظر إن التدريب شمل كمان محاضرات عن الأمن السيبراني، وده معناه إن التدريب ماكانش بس عسكري، لأ، ده شمل تهديدات حديثة زي الهجمات الرقمية. واللي زاد أهمية المناورة إن مصر استخدمت فيها وحدات بحرية حديثة زي فرقاطة "الجلالة"، وروسيا شاركت بوحدات استراتيجية.
ده كله بيقول إن العلاقة بين مصر وروسيا مش بس في إطار المناورة، لكن كمان في تبادل استراتيجي واضح. مصر بتحاول تبني علاقات عسكرية متوازنة، تخليها مش معتمدة على طرف واحد، وده ذكاء في إدارة ملف الأمن القومي.
????لو قلنا إن المناورات مع روسيا وأوروبا مهمة، فمناورة "النجم الساطع" تستحق لقب الأعظم. ليه؟ لأنها ببساطة جمعت 43 دولة في تدريب واحد، في أراضي مصر. أمريكا، فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، إيطاليا، بولندا، اليونان، وحتى دول أفريقية وآسيوية… كل ده شارك في سيناريو قتال موحد.
????التدريب ده بيتم في قاعدة محمد نجيب العسكرية، وبيعتبر الأكبر من نوعه في الشرق الأوسط. والهدف الأساسي ليه هو تبادل الخبرات، وتجربة أساليب قتالية مختلفة، والتنسيق المشترك في مهام معقدة جدًا. يعني مثلًا، كان فيه تدريبات على محاربة الإرهاب، تأمين الحدود، الرماية الليلية، الدفاع الجوي، التعامل مع الطائرات بدون طيار، واكتشاف مصادر الإشعاع.
????لكن اللي الناس مش واخدة بالها منه إن المناورة دي مش بس عسكرية، هي كمان دبلوماسية من الطراز الأول. يعني لما مصر تستضيف كل الجيوش دي، وتكون هي المضيف والمنسق، فده معناه إنها دولة مركزية في أي تحالف مستقبلي. المناورة دي بتبني صورة دولية لمصر، وبتأكد للعالم إنها مش بس قوة إقليمية، لكنها كمان طرف لا غنى عنه في أي ترتيبات أمنية للمنطقة.
????طب هي المناورات دي بتفيدنا في إيه فعلًا؟
????أولًا، الجيش بيتمرن على أحدث الأساليب، وبيواجه سيناريوهات مش موجودة عنده في التدريب المحلي. ثانيًا، بيجرب معدات جديدة، وبيعرف إيه اللي ينفع معاه، وإيه لأ. ثالثًا، بيقوي علاقاته مع جيوش تانية، وده ممكن يفتح له فرص تعاون وتسليح ونقل تكنولوجيا.
كمان، المناورات دي بتخلي العالم يشوف إن مصر جاهزة، مش بس بالحكي، لكن بالفعل. وده مهم جدًا في زمن الحروب الحديثة اللي بتقوم فجأة. والأهم، إن ده بيدي مصر قدرة تفاوضية أكبر في الملفات الإقليمية: ليبيا، غزة، السودان، البحر الأحمر.
في النهاية مفيش حاجة بتحصل في السياسة الدولية بدون معنى. وكل مناورة من اللي اتكلمنا عنها كانت جزء من لوحة كبيرة، مصر بتبني فيها لنفسها مكانة قوية، سواء عسكريًا أو دبلوماسيًا. السؤال الحقيقي دلوقتي هو: هل دي استعدادات لحرب؟ ولا وقاية من حرب؟
اللي نقدر نأكده إن الجيش المصري مش بيتمرن لمجرد التدريب… لكنه بيجهز نفسه لكل السيناريوهات. وده في حد ذاته مصدر قوة… وقوة بتخلي كل العالم يراجع حساباته قبل ما يفكر يدخل في أي مواجهة مع دولة زي مصر.
????لو حابب تعرف أكتر عن نوعية الأسلحة اللي بتدخل المناورات دي، أو عن الصناعات العسكرية المشتركة، استناني في الحلقة الجاية… ومتنساش تقولنا رأيك في الكومنتات.
#علشان_لو_حد_سألك
⇧




























