«شريف» ينجو من الموت بـ«معجزة إلهية».. وسيخ طوله 7 أمتار يمزّق جسده
اليوم الاخبارييقضى الطفل شريف مجدى، ذو الـ12 ربيعًا، يومه راقدًا على مرتبة سرير بالأرض، بمنزله في منطقة المطرية بالقاهرة. يحلم بملابس جديدة لعيد الأضحى، ونزهة مع أصدقائه، لكنه لا يستطيع الحراك واللهو مع أقرانه، إذ نجا من الموت بـ«معجزة إلهية» بعد اختراق سيخ حديدى طوله 7 أمتار لظهره ودخوله في البطن أثناء أعمال إزالات لعقارات وتوسعة طريق لمحور مسطرد.
«وقفت بالشارع بميل أربط الكوتشى، لقيت حاجة دخلت في ضهرى».. هكذا فوجئ «شريف» برشق السيخ، وتجمهر الأهالى حوله: «جابوا صواريخ كهربائية علشان يقطعوا في السيخ، كان بيخبط في الأرض، وأنا ماشي، وبعد كدة روحت للمستشفى»، بحسب الطفل الذي تحتاج حالته الصحية لتركيب شرائح ومسامير، بعد التئام جُروح الظهر والبطن.
«شريف» كان يساعد والدته التي تسوى «رقاق» و«عيش» بفرن بأحد الشوارع، وأرسلته لشراء فطار ساندوتشات «فول وفلافل»، يوم الواقعة.. «واحدة ست جريت علىّ وهى بتقول لي: ابنك مات تعالِ شوفيه»، تتذكر شيماء شوقى، والدة الطفل المجنى عليه، التفاصيل: «كل اللى عملته قعدت أصوت وبس».
«شيماء»، تتألم وهى تُغير على جروح ابنها: «إحنا ناس حالتنا على قدنا، زوجى عجلاتى، وأنا بشتغل في الرقاق والعيش خلال مواسم الأعياد بس، ومصاريف علاج ابنى كتيرة علينا».
احتاجت عملية استخراج «السيخ» من جسد «شريف» نحو 7 ساعات، كانت الأم تتنظر خلالها خبر وفاته: «كنت بتوقع يقول لي: ابنك مات»، لكنه نجا بـ«معجزة وربنا ستر»، تؤكد أم الطفل: «الدكاترة نفسهم مش مصدقين».
الأم تبكى أحوال صغيرها الذي يقضى يومه راقدًا على مرتبة السرير، لا يقوى على الركض كعادته واللعب بالشارع في العيد: «ابنى مش حاسس خالص برجليه ومش بيعرف يحركهم.. الدكاترة قالوا إنه هيركب شرائح ومسامير ليستطيع الحركة بعد التئام جروحه.. وهو ميعرفش حاجة.. فاكر هيرجع زى الأول».
تذهب والدة «شريف» إلى عملها وتمر من ذات الطريق الذي شهد الحادث، وترى اللودرات التي تزيل العقارات وترفع الحطام، فهى مضطرة للعمل: «مصاريف علاج ابنى مين هيجبها.. إحنا لو قعدنا يوم من غير شغل نموت من الجوع.. في ناس بتجيب لنا بامبرز لابنى.. وناس جابت لنا فراخ نربيها ونأكل منها.. حتى لما روحت المستشفى بابنى الناس سلفتنى الزبادى والأكل له»، قلبها يعتصره الحزن: «اللودر أفلت منه السيخ ورشق في ضهر شريف، السائق والمقاول، شقيقان، محدش فيهم كلف نفسه وحمل ابنى للمستشفى أو شاف إيه اللى جرى له».
والد الطفل يُقسم على أن ظروفهم تدهورت: «بقعد في البيت جنب الولد، لأنه يرتدى حفاضة وميقدرش يقوم بنفسه لدورة المياه».
يؤكد على أن مفاجأة باغتته حين استدعته النيابة العامة لسؤاله عن الحادث: «المحضر لقيته مكتوب فيه إني لا أتهم أحدًا.. والحادث كان (قضاء وقدر)»، ليحرر محضرًا من جديد ويتهم فيه المقاول وشقيقه سائق «اللودر» بأنهما «شرعا في قتل ابنى».
الأب أحضر عددا من الشهود للنيابة، ورُغم ذلك، وفقًا لحديثه: «محدش طلع له قرار ضبط وإحضار.. وأعمال الإزالات شغالة في المكان زى ما هي دون مراعاة الاحتياطات الأمنية وسلامة الناس بعد اللى حصل لابنى شريف».
لا توجد كاميرات مراقبة توثق الواقعة، لكن الأهالى صوروا الطفل أثناء نقله إلى المستشفى.