مش بس تنفسية.. مضاعفات فيروس H3N2 وأهم النصائح
رغم أن الأنفلونزا الموسمية تمر على كثيرين كعارض خفيف لا يتجاوز بضعة أيام من الحمى والإرهاق، فإن بعض سلالاتها قد تكون أكثر خطورة مما يبدو. أحد أبرز هذه السلالات هو فيروس H3N2، الذي يُعدّ من أكثر أنواع الأنفلونزا قدرة على التسبب في مضاعفات صحية خطيرة، خاصة لدى الفئات الضعيفة صحيًا مثل كبار السن والحوامل والمصابين بأمراض مزمنة.
وفقًا لتقرير نشره موقع Ergsy البريطاني، فإن فيروس H3N2 ينتمي إلى فئة فيروسات الأنفلونزا (A)، وهو المسئول عن عدد من موجات الإنفلونزا الشديدة في العقود الماضية، لما يتميز به من قدرة عالية على التحور والتكيف مع جهاز المناعة البشري.
يبدو الفيروس في البداية كسلالة موسمية مألوفة، لكن سرعان ما تظهر خطورته في تطور الأعراض ومضاعفاتها، لا سيما على الجهاز التنفسي والقلب والجهاز العصبي.
في هذا التقرير نستعرض أبرز المضاعفات التي يمكن أن يسببها فيروس H3N2، وكيفية الوقاية منها بوعي طبي متكامل.
أولًا: مضاعفات الجهاز التنفسي.. الخطر الأكبر
تبدأ العدوى غالبًا في الأنف والحنجرة، لكن لدى بعض المرضى تمتد سريعًا إلى الرئتين مسببة التهابًا رئويًا حادًا.
تُصاب الحويصلات الهوائية بالالتهاب والتورم، ما يؤدي إلى صعوبة التنفس ونقص الأكسجين في الدم.
وفي الحالات الشديدة، يحتاج المريض إلى الدخول للمستشفى أو حتى إلى أجهزة دعم التنفس.
من المضاعفات الشائعة أيضًا التهاب الشعب الهوائية، الذي يُضعف عملية التنفس ويزيد من تراكم البلغم، مما يجعل المريض أكثر عرضة للإصابة بعدوى بكتيرية ثانوية تزيد الوضع تعقيدًا.
ثانيًا: تفاقم الأمراض المزمنة
يُعرف فيروس H3N2 بقدرته على تسريع تدهور الحالات المزمنة.
فعند مرضى القلب، يمكن أن يؤدي الالتهاب الفيروسي إلى زيادة الضغط على عضلة القلب وحدوث اضطرابات في النبض أو نوبات قلبية.
أما المصابون بأمراض الجهاز التنفسي المزمنة مثل الربو أو الانسداد الرئوي، فغالبًا ما يلاحظون تدهورًا في قدرتهم على التنفس بعد الإصابة، وقد تتفاقم الأعراض حتى بعد الشفاء الظاهري من الأنفلونزا.
كذلك يمكن أن يؤدي ارتفاع الحرارة والإجهاد الفسيولوجي الناتج عن العدوى إلى زيادة مستويات السكر في الدم، ما يشكل خطرًا خاصًا على مرضى السكري.
ثالثًا: مضاعفات لدى الفئات الحساسة
الفئات الأكثر هشاشة صحيًا تتأثر بشكل مضاعف.
الأطفال الصغار مثلًا قد يصابون بالتهابات في الأذن الوسطى أو الجيوب الأنفية نتيجة ضعف المناعة الموضعية.
أما النساء الحوامل، فالإصابة بالفيروس قد تؤدي إلى اضطرابات في التنفس أو ولادة مبكرة، وقد تؤثر العدوى على نمو الجنين في بعض الحالات النادرة.
كبار السن، خاصة من تجاوزوا الخامسة والستين، هم الأكثر عرضة للدخول إلى المستشفى بسبب ضعف جهاز المناعة وتراجع كفاءة الرئتين مع التقدم في العمر.
رابعًا: مضاعفات عصبية نادرة ولكنها خطيرة
لا تقتصر آثار الفيروس على الجهاز التنفسي فقط، بل تمتد أحيانًا إلى الجهاز العصبي.
في بعض الحالات النادرة، يمكن أن تظهر نوبات صرعية مؤقتة لدى الأطفال بسبب ارتفاع الحرارة الشديد، وهي ما تُعرف بـ“النوبات الحموية”.
كما أُبلغ في حالات محدودة جدًا عن إصابة بعض المرضى بـ التهاب الدماغ الفيروسي بعد العدوى، ما يؤدي إلى تشوش ذهني أو فقدان للوعي أو اضطراب في السلوك.
رغم ندرتها، إلا أن هذه المضاعفات تجعل المراقبة الطبية ضرورة عند استمرار الحمى أو تغير السلوك العصبي بعد الإصابة.
خامسًا: العدوى البكتيرية الثانوية
إحدى أكثر مشكلات فيروس H3N2 شيوعًا هي أنه يضعف دفاعات الجسم الطبيعية، ما يفتح الباب أمام البكتيريا الانتهازية مثل المكورات الرئوية أو العنقودية لتسبب التهابات جديدة في الجهاز التنفسي أو الأذن أو حتى الدم.
هذه العدوى الثانوية قد تكون أكثر خطورة من الفيروس نفسه، وتحتاج إلى علاج بالمضادات الحيوية ومتابعة دقيقة.
سادسًا: آثار ممتدة بعد التعافي
حتى بعد زوال الأعراض الحادة، قد يعاني بعض المرضى من إرهاق مزمن أو سعال مستمر يمتد لأسابيع.
ويشير الأطباء إلى أن الالتهاب الناتج عن الفيروس قد يترك أثرًا طويل الأمد على الشعب الهوائية، مما يجعل المريض أكثر حساسية تجاه العدوى التالية أو التغيرات في الطقس.
سابعًا: الوقاية خير من المضاعفات
الوقاية من H3N2 تبدأ بالتطعيم الموسمي ضد الإنفلونزا، إذ يحتوي اللقاح غالبًا على سلالات محدثة تشمل هذا النوع.
لكن اللقاح لا يغني عن الالتزام بالإجراءات الوقائية اليومية مثل:
غسل اليدين باستمرار.
تجنب ملامسة الوجه في الأماكن العامة.
البقاء في المنزل عند ظهور الأعراض.
التهوية الجيدة للأماكن المغلقة.
كما يُنصح المرضى المزمنون والحوامل بعدم التأخر في استشارة الطبيب فور ظهور أعراض الإنفلونزا، لأن التدخل المبكر يقلل احتمال حدوث مضاعفات خطيرة.
