لماذا يتجاهل البعض علامات السرطان المبكرة.. طبيب أورام يقدم أفضل النصائح

يُظهر معظم مرضى السرطان علامات تحذيرية مبكرة، غالبًا ما تُهمل على أنها طبيعية أو طفيفة، ويُشير طبيب الأورام، الدكتور أنشال أجاروال، ذو الخبرة الطبية التي تمتد لستة عشر عامًا، أشار إلى أن حوالي 80% من الحالات لا يُلاحظ فيها المرضى الأعراض المبكرة قبل التشخيص، وفقًا لتقرير موقع "تايمز أوف انديا".

وتُشير الخبرة السريرية، وحتى بيانات الصحة العامة، إلى أن الأعراض التي غالبًا ما تُغفل هي السبب الرئيسي، علاوة على ذلك، يُشدد الدكتور أجاروال على ضرورة اتخاذ إجراءات مبكرة وسريعة، مُؤكدًا على أهميتها، إذ يُحسن الوعي في الوقت المناسب فرص الكشف المبكر والعلاج الفعال وتحقيق نتائج أفضل.

ويشير المعهد الهندي للسرطان إلى أنه حتى مع تطورات العلاج، غالبًا ما يستجيب السرطان المُكتشف في مراحله المتأخرة للعلاج بشكل ضعيف، مما يجعل الكشف المبكر أمرًا بالغ الأهمية، حيث تعمل برامج مثل شبكة أبحاث الكشف المبكر، وتجارب تصوير الثدي بالأشعة السينية، وحملات التوعية العامة على الكشف المبكر عن السرطان ومنح الناس فرصة أفضل للنجاة.
حقيقة تجاهل العلامات والأعراض التحذيرية

يفترض الكثير منا أن السرطان يصيبنا دون سابق إنذار، ودون أي إشارات واضحة، ومع ذلك، يقول خبراء، مثل الدكتور أنشال، إن الجسم غالبًا ما يرسل إشارات تحذيرية للمرض، قبل أن يصبح مهددًا للحياة بوقت طويل، وتكمن المشكلة في أن أعراضًا مثل التعب المفاجئ، والآلام غير المبررة، وتغيرات الجلد، والسعال المستمر تُفسر عادةً بالضغوط اليومية، أو التقدم في السن، أو أمراض بسيطة، حيث يقول الدكتور أنشال أجاروال إن تجاهل هذه الأعراض أمر خطير، فعندما يأخذها المرضى على محمل الجد، غالبًا ما يكون السرطان قد تقدم وأصبح علاجه أصعب.
العلامات المبكرة للسرطان والأكثر شيوعًا والتي يتم تجاهلها

يذكر الدكتور أنشال أجراوال والعديد من الدراسات المنشورة، العديد من العلامات التحذيرية المبكرة التي لا ينبغي تجاهلها.. على النحو التالى

ـ التعب غير المبرر الذي لا يتحسن مع الراحة

يمكن أن يكون التعب المزمن، بخلاف التعب الناتج عن الإجهاد المفرط أو قلة الراحة، عرضًا لبعض أنواع السرطان الخفية، مثل سرطان الدم أو الليمفوما، والأخير هو سرطان يصيب الجهاز الليمفاوي، وهو جزء من الجهاز المناعي، وعادةً ما تشمل أعراضه الرئيسية تضخم الغدد الليمفاوية، والتعب، والحمى، والتعرق الليلي.

ـ الألم المستمر في أي جزء من الجسم دون سبب واضح

يمكن أن يكون الألم المستمر أو غير المعتاد، وخاصة إذا لم يختفي أو ازداد سوءًا، أحد أعراض سرطان العظام والمبيض وأعضاء أخرى.

ـ تغيرات الجلد أو الشامات بما في ذلك النمو الجديد، أو النزيف، أو تغير اللون

أي شامة متغيرة، أو بقعة داكنة، أو قرحة لا تلتئم، تحتاج إلى عناية فورية، لأنها قد تشير إلى سرطان الجلد الميلانيني، ويُعد هذا النوع من السرطان خطيرًا، لذلك يُعد الكشف المبكر عنه أمرًا بالغ الأهمية، حيث يجب تقييم أي كتل مشبوهة على الجلد أو شامات داكنة اللون على الفور.

ـ تغير غير مبرر في الوزن أو الشهية

إن فقدان الوزن بشكل كبير بأكثر من 5% من كتلة الجسم خلال 6 إلى 12 شهرًا أو فقدان الشهية المفاجئ قد يشير إلى الإصابة بسرطان الجهاز الهضمي أو البنكرياس أو الرئة، كما ذكر الدكتور أجراوال.

ـ كتل أو تورم في أي مكان في الجسم

من بين العلامات الأكثر شيوعًا ولكن يتم تجاهلها هي الكتل المفردة أو المتعددة، سواء كانت مؤلمة أو غير مؤلمة، والتي تحتاج دائمًا إلى تقييم طبى خاصةً إذا استمرت.

ـ السعال أو بحة الصوت المستمرة

قد يشير السعال المزمن أو بحة الصوت غير المرتبطة بعدوى إلى سرطان الرئة أو الحلق أو الغدة الدرقية، وإذا استمر السعال أو بحة الصوت، فمن الضروري مراجعة طبيب أو أخصائي أنف وأذن وحنجرة لتقييم الحالة.
لماذا يغفل معظم المرضى عن هذه العلامات؟

يذكر الدكتور أنشال أن الإحصائيات تكشف عن مزيج من الخوف والإنكار والمعلومات المغلوطة، وكثيرون منهم إما يجهلون أن هذه الأعراض قد تشير إلى الإصابة بالسرطان، أو يتجاهلونها باعتبارها إجهادًا طبيعيًا، أو شيخوخة، أو التهابات خفيفة، كما تُسهم ضغوط الحياة المزدحمة في ذلك، إذ يؤجل الكثيرون فحوصاتهم الطبية لضيق الوقت، وفي معظم الحالات لا يعرفون ما يجب فعله، وهذا التردد قد يؤخر التشخيص والعلاج، مما يُحول أحيانًا حالات سهلة العلاج إلى حالات خطيرة.
ماذا يجب علينا أن نفعل؟

لا تتجاهل الأعراض الخفيفة التي تستمر لفترة طويلة، فإذا ظهرت أي علامات تحذيرية، فاطلب العناية الطبية على الفور، استمع إلى جسدك، فحتى التغييرات البسيطة قد تشير إلى شيء كبير، حيث تُظهر الدراسات والخبراء السريريون أن حوالي 80% من مرضى السرطان ظهرت عليهم علامات تحذيرية مبكرة كان من الممكن ملاحظتها مبكرًا، لكن تم تجاهلها أو اعتبارها أمرًا طبيعيًا، فالانتباه الجيد واليقظة وطلب الرعاية الطبية الفورية يمكن أن ينقذ الأرواح.