طلبت زوجته «مريضة السرطان» فحوصات طبية فقتلها بشومة.. اعترافات المتهم
اليوم الاخباريلم يكن بوسعه الرد على طلب زوجته التي اشتبهت بإصابتها بسرطان «الرحم»: «عاوزة فلوس اعمل اختبارات وتحاليل طبية»، سوى بضربها بـ«شومة» على رأسها 3 مرات: وهو يصيح «إنتِ بتمثلى مريضة إيه!»، ظن أنها فقدت الوعى فطرق رأسها بـ«ترابيزة» حتى سالت الدماء: «كنت فاكرة أغمى عليها وبفوقها».
ووفقًا لاعترافاته، وحين تأكد من موتها أحضر طبيبًا شابًا لاستخراج تصاريح الدفن، وأقنعه بأن إصابات الزوجة سببها «أصلها مريضة ووقعت في الشارع»، نجح الزوج في دفن جثة المجنى عليها بـ«مقابر الصدقة»، وأخبر أهلها: «جت لها غيوبية السكر وماتت وإكرام الميت دفنه»، بعد شد وجذب شك الأهل في الزوج: «إزاى تدفنها من غيرنا»، وباستخراج الجثة بمعرفة النيابة العامة اتضح وجود شبهة جنائية، وألقى القبض على الزوج والطبيب- وتقرر حبس «الأول» وإخلاء سبيل «الثانى» بضمان محل وظيفته، بعدما تبينّ حسن نيته.
دارت أحداث الجريمة بمنطقة الطالبية جنوب الجيزة، والتى كساها الحزن «دى ست مريضة ليه يقتلها كده!»، يردد الأهالى بأسى: «المتهم كان إمامًا للمسجد ومتدينا يقول قال الله وقال الرسول في كل كلامه».
عقب الجريمة، غادر أولاد المجنى عليها والمتهم وهم 8 ذكور وبنات- أكبرهم 18 عامًا وأصغرهم عامان مع جدتهم التي تقطن معهم ذات العقار المنطقة.
يوم الثلاثاء الماضى، تمام الـ11 مساءً، فوجئ الأهالى بـ«الشيخ عبدالرحمن»، كما ينادونه، عمره 45 عامًا، سائق «توك توك»، يهرول بالشارع رفقة ابنه الكبير «أحمد»، 18 عامًا، سألوه وهم الذين اعتادوا مشية الشيخ البطيئة وترديده السلام على كل الجميع: «خير يا شيخ إيه اللى حصل»، فقال لهم: «خير إن شاء الله، مراتى أم أحمد تعبانة شوية ورايح أجيب الدكتور»، بحسب نانا أسعد، إحدى الجيران، شاهدة العيان: «جاب طبيب شاب لاستخراج تصريح دفن، وأوهموه بأن مراته وقعت على الأرض فأصيبت براسها».
قبيل ظهر اليوم التالى، دخل «عبدالرحمن» إلى المسجد «أخذ خشبة الموتى وكفن!»، شاهده الأهالى وقطع عليهم أسئلتهم، فقال: «أم أحمد ماتت وهدفنها»، لم يكتف الجيران بهذه الإجابات سألوه: «طب ليه مش ناديت عليها في الجامع كنا نصلى عليها».
«هرج ومرج وسبّ وشتائم متبادلة».. كان المشهد كما تحيكه «نانا»، شاهدة العيان، بعد حضور أهل «أم أحمد» من محافظة المنوفية، ويوبخون الزوج: «إنت إزاى تدفنها كده من غير ما تقول لنا»، وحين رد عليهم: «جت لها غيوبة السكر فماتت وإكرام الميت دفنه ومكنتش هستناكم»، قال جار للأهل: «ريحوا دماغكم هو قتلها بلغوا الشرطة».
الجار يُدعى محمد عبدالحميد، وسمع مشاجرة الزوجين يوم الجريمة، وكانت الزوجة تقول: «الدكتور قال لى: عندك سرطان في الرحم، وعاوزة اتأكد»، فأوسعها الزوج ضربًا لأنه كان فاكرها بتمثل عليه، ومكانش عاوز يديها فلوس، وهى مريضة سكر كمان.
«أحمد» الابن الأكبر للمتهم والمجنى عليها، وفقًا لـ«عبدالحميد»، كانت ملامحة يغطيها حزن عميق، وبدا أن الألم يعتصره، وكان مضطربًا يتلعثم حين ينطق، دموعه تسبق كلامه، ينظر في الأرض حين يقول أحدهم له: «البقاء لله»، أبلغ أخواله في مفاجأة مدوية: «أبويا ضرب أمى على راسها»، تحرك الجميع لإحضار الشرطة، ووضعت الكلابشات في يد المتهم واستخرجت جثة المجنى عليها، وحضر الزوج مرة ثانية إلى منزله بعد مغادرة أمه وأولاده، يمثل الجريمة ويعترف بـ«الصوت والصورة»: «ضربت مراتى 3 مرات بـ(الشومة)، وكمان ضربت راسها في (الترابيزة)، كنا في الصالة وأول ما دخلت الشقة قالت لى: عاوزة فلوس يا عبدالرحمن.. عاوزة اتأكد من إصابتى من السرطان، كانت الفلوس كتيرة لم أتحمل ما سمعته قتلتها من غير ما أقصد».