هل تتحقق وعود ترامب بوقف الحرب
الصحفي عبد الباسط صابر اليوم الاخباري"آخر التطورات في المسرح العملياتي بالشرق الأوسط بالتوازي مع فوز دونالد ترامب"
منذ أيام فاز المرشح الرئاسي دونالد ترامب علي خصمته كامالا هاريس بإكتساح في أصوات المجمع الإنتخابي، في مشهد يُعلن أن العالم سيتخلص من الديموقراطيين وظُلمهم لمدة أربع سنوات لحين إنتخابات دولة الڤيتو القادمة 2028.
ومع فوز دونالد ترامب أصبح يُلقي وعوداً وتصريحات بأنه سيوقف الحرب الدائرة في الشرق الأوسط التي أشعلتها إدارة بايدن ونفذها الكيان الصهيوني المُحتل الذي لـطالما كان يُحارب بالوكالة لصالح دولة الڤيتو وهذه هي السياسة العسكرية الخاصة بدولة الڤيتو حالياً والتي تختلف عن سياستها في بدايات الألفينات حيث كانت تتدخل عسكرياً بنفسها مثل غزو العراق - ٢٠٠٣ .
• "قطر تنسحب من المشهد التفاوضي"
إنسحبت قطر منذ أيام من المفاوضات التي تدور بين الكيان الصهيوني المُحتل وحركة حماس، وأعلنت أن حركة حماس لم يعد مُرحب بها علي الأراضي القطرية والسبب المعلن هو عدم الجدية في المفاوضات، ومثل هذا الإنسحاب يضع الوسيط الأول والراعي الرئيس لإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط وهو مصر .. أمام المشهد التفاوضي.
• هل ترامب مضمون وجاد في وعوده ؟
إلي هذه اللحظة لا نستطيع الحكم علي ترامب إذا كان سينفذ وعوده بوقف الحرب أم لا، لأن نتنياهو في إتصال مستمر مع صديقه العزيز دونالد ترامب خلال هذه الأيام، فالفترة الماضية إتصل نتنياهو بدونالد ترامب أكثر من ثلاث مرات مرة أثناء الانتخابات ومرتان بعد الفوز، وهذا يضع احتمالية تأثير نتنياهو علي خطط ترامب وعقليته وجعله ينفذ أفكار نتنياهو، وبصفة عامة والمؤكد أن ترامب سينهي الحرب خلال ٢٠٢٥ ولكن الفارق هو المدة التي ستسبق إنهاء الحرب لإعطاء الكيان الصهيوني فرصة في تنفيذ أهداف نتنياهو .
• بايدن .. بين الفرصة الذهبية ومغادرة البيت الأبيض:
يستغل بايدن حالياً كل دقيقة لأجل إحراز أي تقدم في ملف الشرق الأوسط لكي يحفظ ماء وجه الديموقراطيين املاً في العودة مرة أخرى في ٢٠٢٨، ولذلك سيحاول نتنياهو خلال الفترة الانتقالية الحالية ما بين رحيل بايدن وتسليم السلطة لترامب، أنه يضاعف مجهوده في ملف التهجير سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة، وفعلاً ظهرت بدايات ذلك بأن أعلن وزير المالية الصهيوني المتطرف بأن ٢٠٢٥ سيكون عام السيطرة الإسرائيلية علي الضفة الغربية، وكل ذلك لأن نتنياهو يعلم أن مهما كان ترامب في صفهِ فهو سينحاز مهما طالت الفترة إلي الصوت المصري والمصالح المصرية الأمريكية.
• مخطط الجنرالات .. فرصة نتنياهو الأخيرة للتنفيذ التام:
أداة نتنياهو لتنفيذ مخطط التهجير حالياً هي خطة الجنرالات التي وضعها مسبقاً جنرال سابق في الجيش الصهيوني، والتي ملخصها تشديد الهجمات والقصف الجوي علي منطقة شمال القطاع واستخدام سلاح التجويع والمرض لكي يحصر جميع سكان القطاع في الجنوب وعرض "التهجير الطوعي" عليهم لكي يضع مصر في موقف محرج أمام العالم، وهذه الخطة تحدث فعلياً منذ أيام وحتي لحظة كتابة المقال .
• جاهزية مصر .. الردع أساس القوة:
بالتوازي مع كل تلك الأحداث التي تم ذكرها، تتوالي رسائل من خلال عرض قوتها العسكرية الغاشمة بمختلف فروعها، وآخرها عملية "ردع - ٢٠٢٤" للقوات البحرية في مسرح البحر الأبيض المتوسط وسبقها العديد والعديد من رسائل الردع للكيان الصهيوني والتي تعطي رسالة واضحة للكيان وداعمه الأكبر بأنك ليس فقط حربك معي خاسرة، بل إنك لن تستطيع التفكير في دخول الحرب مع مصر في الأصل، ومصر جاهزة لكل السيناريوهات ولا تُولي أي اهتمام لمن كان سيفوز بالانتخابات الخاصة بدولة الڤيتو، فمصر تضع خطط لكل السيناريوهات ولا ننتظر وقوع الحدث، مصر جاهزة بجيشها الغاشم وفروعه الكاملة، وجهاز المخابرات العامة يعمل علي قدم وساق لتحصيل أكبر قدر من المعلومات لحماية أمن مصر القومي ولا تنسي أيضا عزيزي المواطن جهاز المخابرات الحربية وجهاز الأمن الوطني اللذان يعملان جنباً إلي جنب مع جهاز المخابرات العامة وخصوصاً بعد استحداث الرئيس الحكيم عبد الفتاح السيسي لمنصب "المنسق العام للأجهزة الأمنية" والذي تم تكليف السيد اللواء عباس كامل رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية الأسبق لهذا المنصب الحساس ورفيع المستوي، علاوةً علي رجوع منصب مستشار رئيس الجمهورية - المبعوث الشخصي لرئيس الجمهورية، والذي تم تكليف السيد اللواء المخضرم عباس كامل في هذا المنصب أيضاً.
الدولة المصرية تعمل في تكامل وتناغم تام، وكل تلك الشائعات التي يتم بثها علي مدار الساعة، والحملات الإعلامية الإخوانية الممنهجة التي تعمل لصالح العدو وتولي ترامب الحكم، كل ذلك لا يؤثر أبداً في الرئيس السيسي ولا في القوات المُسلحة المصرية ولا في جهاز المخابرات العامة المصرية ولا في باقي الأجهزة الأمنية ولا في المؤسسات المصرية.
فالرئيس السيسي عقيدته راسخة وموقفه تجاه القضية الفلسطينية ثابت منذ بداية حكمه وخصوصاً منذ السابع من أكتوبر عام ٢٠٢٣، عن طريق تأكيده في أكثر من فعالية محلية وأكثر من لقاء مع مسؤولين أجانب وأكثر من مؤتمر دُولي علي رفض مصر تصفية القضية الفلسطينية علي حساب الدولة المصرية الشريفة والذي حاول بعض المتربصون والحاقدون معاونةً للعدو الشرير علي زعزعة تلك العقيدة الراسخة في نفوس الشعب المصري عن طريق بث شائعات مغرضة خلال الفترة الأخيرة مثلا تهريب مصر لأسلحة ألمانية عن طريق ميناء الإسكندرية، والسماح لسفينة حربية إسرائيلية بالدخول إلي الممر الملاحي بقناة السويس، كما أن الجيش المصري عقيدته شريفة راسخة تماماً ومساندة للقضية الفلسطينية بما هو متاح وبدلالة التوقيت، وذلك الحال أيضاً في باقي الأجهزة الأمنية والمؤسسات السيادية المصرية من قضاء ومؤسسات المجتمع المدني .
حفظ الله مصر وشعبها وجيشها وقائدها الرئيس السيسي الحكيم..
#مصر
#غزة
#ترامب
#السيسي
⇧