ظهور الفطر الأسود في مصر.. 24 ساعة من تضارب التصريحات (القصة الكاملة)
اليوم الاخباري«عينه اليمنى تعرضت لفطر أسود»، بهذه الكلمات تحدث شقيق الفنان سمير غانم والذي رحل عن عالمنا مساء الخميس عن عمر يناهز 84، عقب إصابته بمضاعفات إصابته بفيروس كورونا.
تصريحات شقيق غانم أثارت موجة من الجدل وتضارب التصريحات حول وصول الفطر الأسود، إلى مصر، قادماً من الهند التي تسجل إصابات متزايدة بفيروس كورونا.
البداية كان بالرجوع إلى وزارة الصحة حين رفض الدكتور محمد عبدالفتاح، رئيس الإدارة المركزية لشؤون الطب الوقائى بوزارة الصحة والسكان، الحديث بشكل مُفصل عن وفاة الراحل سمير غانم، معتبرها نوعا من الخصوصية لا ينبغي الخوض فيه احتراما لمشاعر أسرته ومحبيه، وأيضا احتراما لقدسية وحرمة الموت.
وأكد رئيس الإدارة المركزية لشؤون الطب الوقائى بوزارة الصحة والسكان، في تصريحات خاصة لـ«المصري اليوم»، أن وزارة الصحة لم تسجل حتى الآن أي حالة إصابة بالفطر الأسود في مصر بالنسبة لمرضى كورونا، وأنه لا صحة لما يتم تداوله بشأن انتشار سلالة الفطر الأسود في مصر بين مصابى كورونا.
وأضاف عبدالفتاح أن هذا الفطر ضعيف وليس مميتا أو قاتلا ويوجد في التربة والأسمدة والمواد العضوية المتحللة ولا يصل للانسان إلى من خلال مرطبات الأكسجين والبيئة غير النظيفة، كما أنه لا يسبب أي مضاعفات لأصحاب المناعة العادية لكنه يؤثر فقط في الأفراد أو المرضى من أصحاب المناعة الضعيفة.
وأشار رئيس الإدارة المركزية لشؤون الطب الوقائى بوزارة الصحة إلى أنه في حال ظهور أي مرض معدٍ أو سلالة جديدة لفيروس كورونا سيتم الكشف عن الإصابات وخطط العلاج والتعامل مع الوباء، مشددا على امتلاك مصر نظام ترصد قويا للأوبئة ويختص بتتبع كافة الامراض الوبائية ومعدلات انتشارها من عدمه ويقدم حلولا سريعة لمواجهة الوباء ويطلع على جديد العلم عالميا .
وعقب ذلك أشار هاني الناظر، رئيس المركز القومي للبحوث الأسبق إلى أنه حتى الآن لم يتم تسجيل أي حالة بفيروس كورونا مصابة بالفطر الأسود في أي مستشفى في مصر، كاشفا أن نسبة الوفيات قليلة لمن أصيب بالفطر الأسود والذي ظهر في الهند في البداية.
وفي حال انتشار الفطر الأسود في جسم الإنسان، قال الدكتور هاني الناظر، إنه يجب إزالة الجزء المصاب عبر التدخل الجراحي في حالة اكتشاف إصابة الشخص بالفطر الأسود في وقت متأخر.
وأكد الدكتور هاني الناظر أن مصر تعيش حاليا في ذروة الموجة الثالثة من فيروس كورونا متوقعا أن تتراجع حالات الإصابة بداية من يونيو وفي يوليو تنحصر الموجة الثالثة مع دخول فترة الصيف فضلا عن التوسع في عملية تطعيم لقاح فيروس كورونا المستجد.
فيما خالف الدكتور حسام حسني رئيس اللجنة العلمية لمكافحة كورونا بوزارة الصحة، التصريحات السابقة ونفي وزارة الصحة، وقال إن الفطر الأسود موجود منذ القدماء المصريين وليس مرتبطا بالكورونا ولا يوجد دولة في العالم ليس بها الفطر الاسود ولكن بضعف الجهاز المناعي أو نقص المناعة وذلك بسبب الاستخدام المفرط للكورتيزون أو الأدوية المثبطة.
وقال في تصريحات لبرنامج الحكاية مع عمرو أديب، على شاشة أم بي سي مصر، أنه تم اكتشاف حالتين مصابتين بالفطر الأسود كانتا تعانيان من فيروس كورونا.
وأضاف إن سوء استخدام الكورتيزون والمضادات الحيوية يمثل خطرا بالغا على الصحة وقد يؤدي إلى مشكلة أكبر من الكورونا ومتمثلة في البكتيريا المضادة للمضادات الحيوية.
وكانت تقدمت النائبة إيناس عبدالحليم، عضو مجلس النواب، بسؤال برلماني للمستشار حنفي جبالي رئيس مجلس النواب، بشأن الاستراتيجية الوقائية الاستباقية الخاصة بمواجهة مرض «الفطر الأسود».
وأشارت في بيانها الرسمي أن الفطر الأسود هو عدوى فطرية خطيرة نادرة تسببها مجموعة من القوالب تسمى الفطريات المخاطية المنتشرة في جميع أنحاء البيئة بين الغرف والأسطح الرطبة والتربة والنباتات والخضروات والفواكه المتعفنة، مشيرة إلى أنه يتم علاجه عبر العديد من الأدوية.
الفطر الأسود
هذا الفطر يعد عدوى نادرة جدًا، تنجم عن التعرض لعفن المخاط، الذي يوجد عادة في التربة والنباتات المتحللة، وتم الإشارة إلى أن العدوى بهذا الفطر تبدأ في الجيوب الأنفية أو الرئتين وتنتشر إلى العظام والأنسجة الأخرى في الجسم، في أسوأ الحالات، يمكن لعدوى الفطريات السوداء أن تهاجم العينين والدماغ ويمكن أن تكون قاتلة في بعض الحالات.
المرضى الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة هم أكثر عرضة للإصابة بالفطريات المخاطية، وفقاً لأحدث تقرير كشفت عنه الجهات الصحية في الهند وقد يشمل الأمر المرضى الذين تعافوا للتو من عدوى كورونا، يقول أوليفر كورنيلي، أستاذ الأبحاث المترجمة في مركز التميز الأوروبي للعدوى الفطرية الغازية في كولونيا بألمانيا، إن الوضع خطير للغاية.
وتابع: «يبلغ الأطباء في الهند أن عدد حالات الإصابة بالتهاب الغشاء المخاطي قد ارتفع بشكل حاد وأن المستشفيات الكبرى تقوم بتشخيصه لدى المرضى كل يومين، خاصةً هؤلاء المرضى الذين أصيبوا بعدوى كورونا، حتى أولئك الذين تعافوا، هم الذين يصابون بالفطر ومع ذلك، فإن العدد الدقيق للحالات غير واضح حاليًا ولكنه في تزايد».
أعراضه
غالبًا ما تكون الأعراض الأولية شائعة جدًا عيون أو أنف حمراء، وفي وقت لاحق، قد يعاني المرضى من إفرازات دموية أو سوداء من الأنف، وربما أيضًا من الحمى وقد يواجهون صعوبة في التنفس.
من المهم علاج داء الفطريات في أقرب وقت ممكن. لكن الأطباء غالبًا ما يكونون بطيئين في التعرف على الأعراض والعدوى، واتخاذ الإجراءات المناسبة.
يلقي خبراء الصحة العامة وفقاً National Geographic باللوم على الاستخدام العشوائي لمركبات «الستيرويدات- 19»، وهي مركبات عضوية تستخدم كعلاج لإنقاذ حياة مرضى «كورونا» الذين تكون إصابتهم خطيرة. وأرجع الخبراء ذلك إلى أن الافراط في استخدام هذه المركبات يؤدي إلى خفض المناعة ورفع مستويات السكر في الدم.