د. رضا فرحات: اقتحام رفح الفلسطينية يدفع المنطقة إلي صراع أوسع غير معلوم العواقب
اليوم الاخباريتشكل تطورات الأحداث الجارية في منطقة رفح القريبة من الحدود المصرية والتهديدات باقتحام رفح الفلسطينية من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي جريمة متكاملة الأركان في حق المدنيين، وتهدر كافة القيم والمبادئ الإنسانية والعسكرية وتؤدي إلي المزيد من الضحايا الأبرياء دون اعتبار للمعاهدات والمواثيق الدولية وتدفع المنطقة إلي صراع أوسع غير معلوم العواقب وسبق وأن حذر الرئيس عبد الفتاح السيسي من خطورة الاجتياح الإسرائيلي لمدينة رفح في جنوب قطاع غزة، وأنه لا مناص عن وقف إطلاق النار في غزة وزيادة دخول المساعدات والسماح للنازحين بالعودة إلى شمال القطاع، ومن ثم العمل الجاد لحل الدولتين.
مصر تعمل جاهدة على دعم الجهود الرامية إلى تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط و التصدي لأي تصعيد يمكن أن يؤدي إلى زيادة التوترات والصراع في المنطقةو الموقف المصري تجاه القضية الفلسطينية ثابت وواضح وهي السند والشقيقة الكبرى للشعب الفلسطيني، ولها تاريخ طويل في دعم القضية الفلسطينية والعمل نحو إيجاد حل دائم وعادل للصراع ، و راعت مصر مفاوضات كبيرة للوصول لتهدئة الأوضاع، وحقن دماء الأشقاء الفلسطينين وكانت هي العنصر الحاسم في ذلك حتى توصلت إلى الهدنة بين إسرائيل وحماس أكثر من مرة، وكان آخرها المفاوضات الأخيرة التى استضافتها القاهرة، ووصلت إلى مراحلها النهائية وكانت على وشك الاتفاق حتى كان الهجوم على معبر كرم أبو سالم لتتخذه دولة الاحتلال الإسرائيلى ذريعة لوقف المفاوضات.
إن وقف الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين يعتبر أمرًا حيويًا لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، ويجب علي المجتمع الدولي أن يمارس دوره في تحقيق هذا الهدف من خلال مجموعة من الإجراءات وتبني مواقف سياسية تدعو إلى وقف الاعتداءات الإسرائيلية وتشجيع على الحوار والتفاوض كوسيلة لحل النزاع و ممارسة الضغط الدبلوماسي على إسرائيل من خلال الاتصالات الرسمية والمفاوضات المباشرة لتحقيق هدف وقف الاعتداءات والتوصل إلى حل سلمي أو تقييد العلاقات الدبلوماسية كوسيلة لفرض الضغط علي إسرائيل من أجل التوقف عن الاعتداءات و تقديم دعمًا إنسانيًا للفلسطينيين المتضررين من الاعتداءات الإسرائيلية، سواء من خلال توفير المساعدات الطبية والإغاثية أو دعم المؤسسات التعليمية والصحية.
الإصرار الإسرائيلي على الإقدام باجتياح مدينة رفح الفلسطينية سيؤدي حتمًا لتداعيات ومخاطر ليست سياسية فقط، ولكنها تداعيات إنسانية أيضا، تتمثل في زيادة عدد الضحايا الأبرياء من الأطفال والمدنيين العزل، والرؤية المصرية الواضحة في حل القضية الفلسطينية هي المفتاح لتحقيق الأمن والأمان والتنمية المستدامة للمنطقة والعدول عنها سيؤدي إلي المزيد من الدماء والإرهاب .