عجوز صينية تحيي آمال ملايين المسنين بقرار


رغم تقدم عمرها وهرم جسدها وتزايد وزنها وعدم قدرتها على ممارسة ما يمارسه الشباب من تمارين رياضية، استطاعت جدة صينية، تبلغ من العمر 70 عاما، أن تفوز بقلوب متابعيها حول العالم، بسبب عزيمتها وإصرارها وخفة ظلها عندما بدأت ممارسة التمارين الرياضية وتكون مدربة رياضة ملهمة في هذا العمر.
واشتهرت الجدة تشين جيفانج، المقيمة بمدينة شينجهاي الصينية، من خلال تمارينها وفيديوهاتها على موقع تيك توك، التي تظهر فيها وهي تمارس التمارين الرياضية وتقدم نصائح اللياقة البدنية يوميا لمتابعيها، الذين وصلوا إلى 3 ملايين شخص يتابعها من جميع أنحاء الصين، وفقا لما ذكرتة صحيفة "تشاينا ديلي" الصينية.
فخلال الأشهر الأخيرة، أصبحت الجدة الصينية مشهورة في بلادها، بعدما احتل حبها الجديد والمفاجئ لممارسة الرياضة في القاعات عناوين الصحف المحلية، فهي لم تمارس الرياضة سوى لفترة لا تزيد عن بضعة أشهر، استطاعت أن تخسر فيهم وزنها وترفع مستوى لياقتها البدنية، لتكون ملهمة للملايين ممن هم في مثل عمرها.
منذ أن بدأت بزيارة صالة اللياقة البدنية، وبدأت في ممارسة الرياضة، خسرت الجدة 14 كيلو جراما في ثلاثة أشهر، حتى باتت مثالا يحتذى به في البلاد التي تطلب فيه السلطات من شعبها ممارسة الرياضة ورفع لياقتهم البدنية.
والجدة الصينية بات لديها جماهيرها على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ يتابعها الملايين عبر المنصات المختلفة، من خلال فيديوهاتها التي تنشرها يوميا من صالة الرياضة، فهي تمضي ساعتين يوميا في ممارسة التمارين، وتحفز متابعيها على اتباعها كمدربة لياقة بدنية لهم، لتكون أول مدربة صينية ليست شابة ونحيفة.
ونقلت وسائل الإعلام الحكومية الصينية قصة تشين باهتمام كبير كونها تتناسب مع توجه الحكومة لتشجيع الناس من جميع الأعمار على تحسين لياقتهم البدنية، التي تعتبرها السلطات الصينية إحدى الوسائل للمساعدة في التغلب على فيروس كورونا المستجد، الذي ظهر للمرة الأولى في مدينة ووهان.
ومن صحيفة إلى أخرى، أصبحت الجدة الصينية المسنة بطلة قومية وملهمة لملايين الصينيين المسنيين وتغيرت أوصافها وألقابها التي تصدرت عناوين الصحف، فوصفتها صحيفة "تشينمين إيفنينج نيوز" بالـ "الجدة الملتزمة" فيما أطلقت عليها وكالة أنباء "شينخوا" لقب "الجدة التي تحمل الأوزان الثقيلة"، كما ظهرت الجدة تشين على القنوات المحلية في البلاد التي قدمتها كمثال يحتذى به.
وبالنسبة للجدة التي عملت في شركة أغذية قبل تقاعدها، فإن ممارسة الرياضة جاءت في وقت متأخر من حياتها، فقد بدأت بالتردد على الصالة الرياضة بعد لقائها صدفة مع مدرب بدني شخصي، لجأت إليه نتيجة مخاوفها بشأن تدهور صحتها بعد زيادة وزنها.
زرغم أنها كانت تعاني، في السابق، من مشكلات دهون في الكبد وارتفاع ضغط الدم وإعتام عدسة العين، إلا أن الجدة تشين أكدت أن الأطباء أخبروها بأن صحتها أصبحت جيدة لللغاية، بعدما تمكنت من التخلص من الشحوم والوزن الزائد.
وعن قناتها الشهيرة على موقع تيك توك، تقول الجدة أنها أطلقتها لتشجع المواطنين الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و50 عامًا على ممارسة الرياضة، وتكون هي مدربة اللياقة البدنية لهم، وتحفزهم على ممارسة الرياضة دون الذهاب لصالة الألعاب الرياضية، مشيرة إلى أنها كانت تريد نقل رسالة بأنه لم يفت الأوان أبدًا.
وتوضح الجدة بأن شغفها بممارسة التمارين الرياضية في عمر الـ 70 بدأ بسبب حاجتها إليه وليس للرغبة في أن تصبح مشهورة، إذ تحكي بأن صحتها كانت سيئة منذ أن كانت طفلة، حتى أنها اضطرت إلى التخلي عن وظيفتها، بعدما أنجبت ابنتها لأن صحتها تأثرت بشدة من الحمل.
وفي حين أن معظم الناس قد يقلقون بشأن ممارسة أحد ذويهم المسن للتدريبات البدنية الشاقة في صالة الألعاب الرياضية، إلا أن الجدة الصينية حظيت بالدعم الكامل من عائلتها، فأظهر زوجا دعمه لها من خلال القيام بمعظم الأعمال المنزلية فيما تساعدها ابنتها في اختيار ملابسها الرياضية.