معلومات مثيرة حول الثقب الأسود الأقرب للأرض

كشفت دراسة جديدة أجراها علماء الفلك معلومات جديدة عن الثقب الأسود الأقرب للأرض، والذي اكتشفه العلماء لأول مرة في عام 1964، أثارت بعض الحيرة والدهشة، وتطلبت إعادة الحسابات حول الثقب الأكبر والأهم للأرض من جديدة.

واكتشف العلماء أن الثقب المعروف بإسم "سيجنس إكس" أبعد مما أشارت إليه الحسابات السابقة، إذ يبعد 7200 سنة ضوئية، وهي المسافة التي يقطعها الضوء في عام، أي يبعد بمسافة 9.5 تريليون كيلومتر عن الأرض، ورغم ذلك لا يزال واحدا من أقرب الثقوب السوداء المعروفة للأرض.

فوفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أكد علماء الفلك، أمس الخميس، أن الثقب الأسود الذي يسبح في الفلك برفقة نجم ساطع ضخم، أظهرت اكتشافاتهم الجديدة أن كتلته أكبر 21 مرة من كتلة شمسنا، وهو ما يزيد بنحو 50 في المئة على الكتلة التي أكدها العلماء سابقا.

والثقب الأسود هو منطقة في الفضاء الخارجي تتميز بجاذبية قوية جداً بحيث لا يمكن لأي شيء ولا حتى الجسيمات أو موجات الإشعاع الكهرومغناطيسي مثل الضوء الإفلات منها، أما ثقب "سيجنس إكس-1"، فيعد أقدم وأكبر المصادر السماوية التي تمد الأرض بالأشعة السينية، وأول ثقب أسود يكتشفه علماء الفلك، قبل حوالي 60 عاما، عندما أرسلوا عدادي جيجر إلى الفضاء في رحلة صاروخية شبه مدارية.

انتشرت قصة شهيرة بعد ثلاثين عاما من اكتشافه، جعلت الثقب محل رهان ودي بين عالمين شهيرين، فبعد تصنيفه ثقبا أسود لأول مرة، جرى الرهان بين عالم الفيزياء الإنجليزي ستيفن هوكينج وعالم الفلك الأمريكي كيب ثورن حول تأكيد أن الجسم ثقبا أسودا من عدمه.

وفي النهاية سلم عالم الفيزياء هوكينج بالأمر، بعد تأكدهم من أنه أقرب وأكبر الثقوب السوداء للأرض، وكان عليه أن يقدم لعالم الفلك ثورن اشتراكا في مجلة بنتهاوس الأمريكية الشهيرة.

علماء الفلك في جامعة كيرتن بأستراليا أكدوا أن دراستهم الجديدة التي جرت بالتعاون مع المركز الدولي لأبحاث الفلك توصلت إلى أن ثقب "سيجنس إكس" لا يزال أكبر ثقب أسود معروف في كوكبة نجمية بدرب التبانة ويعد أقوى مصادر الأشعة السينية التي يمكن رؤيتها من كوكب الأرض.

العلماء أوضحوا أن النتائج الحديثة، التي نشرت في دورية مجلة "ساينس" الشهيرة، توصلوا إليها بفضل مجموعة من التقنيات الجديدة والتلسكوبات الأكثر تقدمًا، بما في ذلك مصفوفة خط الأساس الطويل جدًا بحجم القارة، التي هي عبارة عن تلسكوب لاسلكي بحجم القارة، يتكون من 10 أطباق موزعة بالتساوي في جميع أنحاء الولايات المتحدة وأقاليمها، من جزر فيرجن إلى ولاية نيو هامبشاير.

والثقب الأسود "سيجنس إكس" يقع في نظام ثنائي مع نجم عملاق أزرق، ويدوران حول بعضهما البعض كل خمسة أيام، واكتشف العلماء أن نجمه المرافق أكبر بـ 22 مرة من الشمس وكتلة أكبر بـ 41 مرة من نجمنا المضيف.