صدمة .. نتنياهو قد يستمر في السلطة لسنوات


مثل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الاثنين الماضي، أمام المحكمة في مدينة القدس الشرقية المحتلة، في محاكمة تشهد جلسات مكثّفة على مدى 6 أسابيع مقبلة، قبيل انتخابات عامة يسعى فيها للفوز بولاية جديدة.
يعتبر نتنياهو أول رئيس للحكومة يمارس مهامه في ظل مواجهته اتهامات رسمية بقبوله هدايا فاخرة وسعيه لمنح تسهيلات تنظيمية لجهات إعلامية نافذة مقابل حصوله على تغطية إعلامية إيجابية، فيما عرف بخيانة والاحتيال وخيانة الثقة.
وأنكر نتنياهو تورطه في القضايا المدان فيها خلال مقولت أمام المحكمة هذا الأسبوع وكان ثابتا واثقا من نفسه، ومن المتوقع أن يمثل خلال الأسابيع المقبلة أيضا.
* نتنياهو باق؟!
قالت الدكتورة حنان أبو سكين، استاذ العلوم السياسية المساعد بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، إن محاكمة نتنياهو ستؤثر عليه في الانتخابات العامة الرابعة المقبلة، وهو ما يشابه الموقف الذي حدث في الانتخابات السابقة.
وأضافت أن الحكم عليه بالإدانة لن يكون سريعا، وسيأخذ وقتا طويلا قد يصل سنوات، بسبب عدم وجود أدلة ملموسة وواضحة في أيا من القضايا المتهم فيها نتنياهو.
وأردفت سكين أن طول فترة المحاكمة سيعطي لنتنياهو فرصة باتهام المعارضة - التي تقف وراء محاكمته - بأنها تريد الانقلاب عليه.
وقد يستمر نتنياهو في العمل السياسي لأجل غير مسمى، حيث لا يمنع القانون الإسرائيلي ترشح اي فرد لخوص الانتخابات، لمجرد اتهامه في قضايا، إلى أن تثبت إدانته من قبل المحكمة وهو ما قد يستغرق سنوات.
* هبوط بني جانتس أقوى منافس لنتنياهو
أشارت سكين إلى أن بيني جانتس، زعيم حزب أزرق أبيض ووزير الدفاع في الحكومة سابقا، قل رصيده في الشارع الإسرائيلي، بعدما كان المنافس الأقوى لنتنياهو الذي يسعى لتقاسم السلطة معه لولا حل الكنيست وبالتالي حل الحكومة.
فبحسب استطلاعات رأي في إسرائيل، فمن المتوقع أن تتضاءل فرص حصول حزب أزرق بزعامة بيني جانتس اليساري الوسطي، لتقتصر على 5 أو 6 مقاعد كحد أقصى، خاصة في ظل ظهور حزبين يمنيين، هما الأمل الجديد ويمينا، مع وجود مناخ سياسي يميل لاختيار اليمين في الحكومة القادمة وليس اليسار.
* مناخ عام يميني
أشارت سكين إلى أن المناخ العام في إسرائيل، أو الناخب الإسرائيلي سيذهب لانتخاب ممثلي الأحزاب اليمينية بدلا عن اليسار.
ورجحت سكين أن يكون سبب تحول الشارع الإسرائيلي لدعم المرشحين اليمينيين، وتراجع اليسار بشكل كبير، هو تغير الادارة الأمريكية، من جمهورية برآسة ترامب كانت تدعم إسرائيل بشكل أعمي، إلى ديمقراطية برآسة جو بايدن الذي يدعم حل الدولتين، وهو ما لا يريده الإسرائيليون.
يذكر أن الشارع الإسرائيلي شهد اضطرابات وتظاهرات مشاغبة استمرت لأشهر طويلة في ظل حكومة نتنياهو اليميني، اعتراضا على سياساته الاقتصادية وإدارته لأزمة فيروس كورونا، ما دفع الشارع في تلك الفترة لدعم بيني جانتس سي يساري وسطي، لكن المناخ العام الان تحول لدعم حكومة يمينية_قد يكون لها نفس اتجاهات نتياهو في نبذ اليسار_ وهو السبب الذي جرف إسرائيل لخوض 4 انتخابات عامة في سنتين بسبب فشل التوافق على تشكيل حكومة وحدة، فهل سيحسم احد المرشحين الأغلبية ليفوذ بالحكومة منفردا أم تعود إسرائيل لنقطة الصفر وتدخل في مغبة تشكيل حكومة وحدة مرة اخرى؟