تعرف على عثمان كافالا المتهم بقلب نظام الحكم في تركيا


فيما يبدو أنه أول خلاف بين الإدارة الأمريكية الجديدة والسلطات التركية، دعت الولايات المتحدة الأمريكية، أنقرة للإفراج فورا عن عن رجل الأعمال والناشط الحقوقي التركي عثمان كافالا، المحتجز منذ 3 أعوام، دون أن يصدر بحقه إدانة.
ووصفت الولايات المتحدة الأمريكية في بيان، التهم الموجهة إلى رجل الأعمال التركي بـ"الزائفة"، مشيرة إلى أن تلك التهم تقوض احترام وسيادة القانون. وفي أول رد فعل تركي على البيان الأمريكي ودعوات إطلاق سراح كافالا، قالت وزارة الخارجية التركية، لا يمكن لأي شخص توجيه الأوامر للمحاكم التركية.
شكلت محاولة الانقلاب على الحكم في تركيا عام 2016، ذريعة للنظام الحاكم في ملاحقة خصومه، فمنذ عملية الانقلاب اعتقل ما لا يقل عن 30 ألف شخص، وخضع نحو نصف مليون شخص للتحقيق، بتهمة دعم حركة فتح الله كولن في تنفيذ محاولة الانقلاب التي كانت قد وقعت قبل خمس أعوام.
من هو عثمان كافالا؟
من هؤلاء كان عثمان كافالا، وهو ناشط حقوقي ورجل أعمال تركي تعود أصوله إلى اليونان حيث بلدة كافالا، وهو ذات الاسم التي تحمله اسم عائلة كافالا، وقد انتقلت عائلته إلى تركيا في عام 1923، ضمن ما عرف باسم التبادل السكاني بين تركيا العثمانية واليونان.
وفي عام 1957 ولد عثمان الذي درس الإدارة في جامعة الشرق الأوسط التقنية في أنقرة، والاقتصاد في جامعة مانشستر في المملكة المتحدة، ثم بدأ برنامج الدكتوراه في المدرسة الجديدة للبحوث الاجتماعية في نيويورك لكنه عاد إلى اسطنبول عندما توفي والده عام 1982.
بعد تخرجه من جامعة مانشستر ، وعودته إلى اسطنبول، تولى إدارة شركات مجموعة كافالا في عام 1982. انضم إلى تأسيس جمعية İletişim Yayınları وهي شركة نشر مستقلة مقرها الاسطنبول، في عام 1983 من أجل خدمة الديمقراطية في البلاد.
بعد زلزال عام 1999، تحول كافالا إلى المجتمع المدني، وشارك في تشكيل وعمل العديد من المنظمات غير الحكومية المختلفة، منها مؤسسة مركز ديار بكر في عام 2002، والتي ساهمت في في تنشيط البيئة الثقافية والفنية في ديار بكر، وجمعية الحفاظ على التراث الثقافي.
كافالا.. السجين المدافع عن الرأي
بعد عام من محاولة الانقلاب الفاشلة، وتحديداً في 2017، وجد كافالا نفسه متهماً بمحاولة الانقلاب على الحكم، وهو الآن لا زال في السجون التركية، ولم يصدر في حقه أي أحكام قضائية تدينه، كما واجه كافالا تهمة تنظيم وتمويل احتجاجات "جيزي" وهي احتجاجات حدثت في عام 2013 في حديقة جيزي باسطنبول، وهي احتجاجات قادها ناشطون بيئيون ضد إزالة أشجار في ميدان تقسيم.
أطلق سراح كافالا من تهمة محاولة الانقلاب، لكنه ظل قيد الحبس الاحتياطي بتهمة التجسس السياسي أو العسكري، وقد تعالت الأصوات لمطالبة السلطات التركية بالإفراج عن كافالا.
وكانت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان قضت بنص وجوب الإفراج عن كافالا فورًا، إذ قضت في 10 ديسمبر 2019 بأن الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان قد انتهكت ، وبالتالي يجب الإفراج عنه على الفور.
وخلصت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان إلى أن اعتقال كافالا كان بناءً على دوافع سياسية ، دون أي دليل معقول يدعم هذه الاتهامات. ومع ذلك ، لم ينفذ المسؤولون الأتراك القرار وقالوا إن حكم المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان ليس نهائيًا.
وخلال الأيام الماضية، ارتفع سقف المطالبات بالإفراج عن كافالا، ونشر حساب "الحرية لكافالا" باللغة التركية على موقع تويتر، سلسلة تغريدات أكدت على حق الإفراج عن كافالا، وتحت هاشتاج "عثمان كافالا"، نشر الحساب تغريدة أن رجل الأعمال التركي معتقل منذ 1199 يوماً.