رحلة ”بابا عبده” من رفضه بالمعهد إلى ”خليفة جورج أبيض”

تمر اليوم 28 ديسمبر ذكرى ميلاد عملاق الكوميديا الراقية الفنان الراحل عبد المنعم مدبولي1921 – 2006، الملقب بـ"بابا عبده" و"شارلي شابلن العرب"، مؤسس فرقة "المدبوليزم".

وُلد عبد المنعم مدبولي في حي باب الشعرية بالقاهرة عام 1921، وتوفي والده وهو رضيع. ظهرت موهبته التمثيلية في المرحلة الابتدائية، وكون في الإعدادية فرقة "النهضة" المسرحية. درس النحت بكلية الفنون التطبيقية، ورفضه معهد التمثيل لقصره، قبل أن يلتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية عام 1945.

وكان يذكر أمه بالامتنان، قائلاً إنها علمته القناعة وركزت على تعليمه رغم أنها لم تكن تقرأ أو تكتب.
البداية مع عمالقة المسرح

بدأ مسيرته الفنية بانضمامه لفرقة جورج أبيض، الذي تنبأ له بمستقبل كبير وقال له: "هتكون خليفتي في الدراما". انتقل بعدها لفرقة فاطمة رشدى ليصبح بطل الفرقة بأجر ريال يومياً.
تأسيس "المسرح الحر" وأعمال خالدة

أسس فرقة "المسرح الحر" عام 1952، وقدمت أعمالاً مثل "الأرض الثائرة" و"حسبة برما". كما أبدع في مسرحيات جماهيرية مثل "السكرتير الفني" مع فؤاد المهندس، و"الناس اللى تحت"، و"ريا وسكينة".

ومن أبرز مفارقات مشواره انسحابه من دور "الناظر" في مسرحية "مدرسة المشاغبين" بسبب ارتجال الممثلين وإطالة العرض لأربع ساعات.
الشهرة التلفزيونية والسينمائية

ارتبط اسمه بشخصية "بابا عبده" في المسلسل الشهير "أبنائي الأعزاء.. شكراً"، الذي كان الرئيس أنور السادات يتابعه يومياً ويقول للفنان إنه "أبكاه كثيراً".

بدأ مشواره السينمائي متأخراً عام 1958 بفيلم "أيامي السعيدة"، ليقدم بعدها حوالي 50 فيلماً أبرزها "ربع دستة أشرار"، "عالم مضحك جداً"، "الحفيد"، و"إحنا بتوع الأتوبيس".

كما قدّم عدداً من أغاني الأطفال.
الرحيل

في أواخر حياته، خاض مدبولي رحلة علاج من سرطان الكبد في لندن. ورحل في 9 يوليو 2006 عن عمر ناهز 84 عاماً، بعد إصابته بالتهاب رئوي وهبوط حاد في الدورة الدموية، تاركاً آخر أعماله السينمائية فيلم "أريد خلعاً".