خبراء يحذرون من أضرار ارتداء الأطفال ملابس ثقيلة فى الشتاء

يُعد فصل الشتاء فترة يحرص فيها الآباء بشدة على صحة أطفالهم، فبرودة الطقس، بالإضافة إلى انتشار الجراثيم في الهواء، تدفعهم إلى ارتداء طبقات إضافية من الملابس لحماية أطفالهم، ورغم أن الملابس ضرورية للحماية من برد الشتاء، إلا أن خبراء الطفولة يُبدون قلقًا متزايدًا من أن الإفراط في ارتداء الملابس قد يُعيق نمو الطفل، وفقًا لتقرير موقع "تايمز أوف انديا".

ويعود ذلك إلى أن الأطفال لديهم آلية فريدة لتنظيم درجة حرارة أجسامهم مقارنةً بالبالغين، كما أن الأطفال يحتاجون إلى نشاط مستمر حتى في الطقس البارد، وفهم هذا التوازن يُساعد الآباء على اختيار الملابس المناسبة لأطفالهم دون المساس بصحتهم.

كيف تحد الملابس الشتوية الثقيلة من الحركة والنمو البدني؟

ينمو الأطفال من خلال الحركة، فالأنشطة مثل الجري والقفز والتسلق واللعب تحفز عضلاتهم وعظامهم على النمو لتصبح قوية وكثيفة، وقد تجعل الملابس السميكة أو الصوفية أو طبقات الملابس الضيقة المتعددة هذه الأنشطة الطبيعية وتجعلها غير مريحة أو مرهقة لهم، وهذا قد يؤدي إلى نمط حياة خامل لهؤلاء الأطفال بدلاً من الانخراط في اللعب، إن قلة النشاط البدني، والتي قد تكون ضارة بهذه السنوات النامية، يمكن أن يؤخر نمو العضلات ويؤدي إلى ضعف نمو العظام.

يؤكد أطباء الأطفال على ضرورة تحفيز العظام ميكانيكيًا لتنمو بشكل صحيح، وإلا فقد يؤدي ذلك إلى انخفاض كثافة العظام مع التقدم في السن، من ناحية أخرى، يقلل فصل الشتاء من التعرض لأشعة الشمس بسبب قصر ساعات النهار وانخفاض درجة الحرارة، ومع ارتداء الأطفال ملابس تغطي أجسامهم بالكامل، فضلاً عن بقائهم في المنزل، تقل فرص تعرضهم لأشعة الشمس المباشرة، وتساعد أشعة الشمس في إنتاج فيتامين د في الجسم، الذي بدوره يساعد على امتصاص الكالسيوم، ويساهم في الحفاظ على صحة العظام والأسنان، كما يساعد في تنظيم جهاز المناعة.

بحسب موقعPubMed Central ، يستجيب الأطفال للبرد بشكل مختلف عن البالغين، ويمكن أن يؤثر نوع ملابسهم في الشتاء على راحتهم ونشاطهم وصحتهم على المدى الطويل، وتشير الأبحاث إلى أن الملابس الثقيلة أو ذات الطبقات المتعددة قد ترفع درجة حرارة الجلد دون تغيير ملحوظ في حرارة الجسم الداخلية، مما قد يحد من الحركة واللعب في الهواء الطلق، كما أن قلة النشاط والتعرض لأشعة الشمس قد يقللان من إنتاج فيتامين د، وهو ضروري لامتصاص الكالسيوم ونمو العظام ووظائف الجهاز المناعي، وتُبرز هذه النتائج أهمية الملابس الشتوية المتوازنة التي تحمي من البرد مع السماح للأطفال بالبقاء نشيطين، والتعرض لأشعة الشمس، ودعم نموهم وتطورهم بشكل صحي.

تأثير ارتفاع درجة الحرارة على الراحة وصحة الجلد

خلافًا للاعتقاد الشائع، يُمكن أن يُصاب الأطفال بارتفاع درجة الحرارة خلال فصل الشتاء، سواءً في الأماكن المغلقة أو في البيئات الحارة، وحتى في الصباح، ومن أهم أسباب ارتفاع درجة حرارة الأطفال احتباس الحرارة في طبقات الملابس المتعددة، مما يُسبب التعرق، وبالتالي ارتفاع درجة حرارة سطح الجسم، علاوة على ذلك، قد يزيد التعرق المتكرر في الملابس الضيقة أو الثقيلة من خطر الإصابة بالعدوى لدى الأطفال، ونتيجة لذلك، قد يكون العديد من الأطفال الذين يبدون مُتعبين، يُعانون من ارتفاع درجة الحرارة بدلًا من البرد، وعلى الرغم من أن الأطفال قد لا يشعرون بنفس القدر من العطش في المواسم الباردة، إلا أن فقدان المعادن عن طريق العرق نتيجة ارتداء طبقات متعددة من الملابس غالباً ما يُسهم في الجفاف، كذلك، إذا لم يعوض الأطفال السوائل المفقودة، فقد يُصابون بجفاف خفيف، ويحدث هذا غالبًا عندما يلعب الأطفال بنشاط أو عندما يرتدون ملابس ثقيلة داخل المنزل.

الملابس المناسبة للأطفال في فصل الشتاء من أجل نمو صحي

ينبغي أن يكون الهدف الأساسي من ملابس الشتاء هو الراحة والتنوع، وليس العزل الحراري، فالملابس متعددة الطبقات، الخفيفة والمسامية، تُساعد الطفل على البقاء دافئًا، وتُسهل حركته، وتُساعد على تنظيم درجة حرارته، كما أن الملابس التي يُمكن ارتداؤها طبقات أو خلعها بسهولة تُمكن الطفل من التكيف مع المناخ الداخلي والخارجي، ويُساعد تشجيع أنشطة اللعب في الهواء الطلق خلال النهار الطفل على البقاء نشيطًا بدنيًا، بالإضافة إلى إنتاج فيتامين د من أشعة الشمس، كما يضمن النظام الغذائي المتوازن، وتناول كميات كافية من الكالسيوم وفيتامين د، النمو الطبيعي للطفل خلال فصل الشتاء.