بعد تصدره الأكثر مبيعا.. ما موضوع كتاب الفتاة التي لا يملكها أحد؟
تصدر كتاب "لا توجد فتاة" (Nobody’s Girl) للناشطة والناجية فيرجينيا روبرتس جيوفري المركز الأول في قائمة نيويورك تايمز للكتب غير الروائية الأعلى مبيعًا، بعدما أثار موجة واسعة من الجدل بسبب ما يكشفه من شهادات خطيرة حول قضايا الاتجار الجنسي بالقاصرين وشبكات النفوذ المرتبطة برجل المال الأمريكي جيفري إبستين وشريكته جيسلين ماكسويل.
الكتاب، الذي نشر بعد وفاة مؤلفته في أكتوبر 2025 عن دار Knopf، من أكثر المذكرات إثارة للانتباه في السنوات الأخيرة، إذ يقدم رواية شخصية مكتوبة بصوت فيرجينيا نفسها، التي كانت من أبرز الشاهدات والناجيات في قضية إبستين، ومن أكثر الأصوات تأثيرًا في كشف تفاصيل هذه الشبكات.
طفولة مضطربة
تنطلق فيرجينيا في كتابها من طفولة مضطربة، ثم تنتقل إلى مرحلة تجنيدها وهي في السابعة عشرة من خلال غيسلين ماكسويل، التي تصفها بأنها كانت "مفترسة عليا" تستغل هشاشة الفتيات لتسليمهن إلى شبكة إبستين.
وتفصل الكاتبة كيف جرى استغلالها جنسيًا ونقلها بين منازل إبستين في الولايات المتحدة وخارجها، وتذكر أسماء شخصيات ذات نفوذ – بينها الأمير أندرو – الذي اتهمته بالاعتداء عليها، وهو ما أدى لاحقًا إلى تسوية قانونية عام 2022، قبل سنوات من نشر الكتاب.
وتؤكد جيوفري في مقدمة النص أن هذه هي "القصة الكاملة كما عاشتها"، مشيرة إلى أنها كتبت المخطوط كاملاً قبل وفاتها، وطلبت من عائلتها نشره حتى لو لم تكن على قيد الحياة.
يكشف الكتاب، وفق تقارير "الجارديان" و"نيويورك تايمز"، عن طبيعة الشبكات التي كانت تعمل في الخفاء، من خلال:
• تجنيد الفتيات عبر وعود بالعمل أو التدريب.
• نقل الضحايا بين ممتلكات خاصة في الولايات المتحدة وأماكن خارجية.
• مشاركة رجال نفوذ من عالم المال والسياسة.
• استغلال الثغرات القانونية والمؤسسية لإسكات الناجيات.
وفي أحد الفصول، تصف فيرجينيا النظام الداخلي لهذه الشبكات باعتباره "مصنعًا للسيطرة"، يقوم على الإيحاء للفتيات بأن لا مفر لهن، وأن مصيرهن مرتبط بالطاعة.
يمتزج الجانب التوثيقي في الكتاب بنبرة إنسانية قوية، فإلى جانب وصف الوقائع، تركز فيرجينيا على الآثار النفسية طويلة المدى للاستغلال الجنسي، وتصف مراحل الشعور بالخجل، ثم الغضب، ثم محاولة استعادة السيطرة على حياتها بعد انتقالها للعيش في أستراليا.
كما يخصص الكتاب فصلًا للحديث عن تأسيس حركة Victims Refuse Silence التي تحولت لاحقًا إلى منظمة SOAR، والتي عملت عبرها على دعم الناجيات وتشجيعهن على كسر الصمت وتوثيق تجاربهن.
توفيت فيرجينيا جيوفري في أبريل 2025 وهي في 41 عامًا، في حادثة وُصفت رسميًا بأنها انتحار، وبعد وفاتها حدثت خلافات داخل الأسرة بشأن بعض أجزاء النص، خاصة المتعلقة بزوجها، قبل أن تتوصل دار النشر إلى صياغة نهائية مع مقدمة توضح سياق كتابة المذكرات وظروف المؤلفة الأخيرة.
ورغم ذلك، نجح الكتاب في تحقيق صدى عالمي بمجرد صدوره، واعتبرته منصات نقدية عدة "كاشفًا لا يرحم" لشبكات النفوذ والمال.
