اليوم الاخباري
  • اليوم الاخباري
  • اليوم الاخباري
  • قنوات الصريدي

رئيس مجلس الإدارة أ عبد الباسط صابر

صاحب الامتياز د. محمد الصريدي

المدير العام أ محمود الكيلاني

الصحة

تحدث عند تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات.. ما حساسية النشويات؟

اليوم الاخباري

تبدو فكرة الإصابة بحساسية من جميع النشويات غريبة للوهلة الأولى، لكنها تثير قلقًا حقيقيًا لدى من يواجهون ردود فعل غير متوقعة بعد تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات، فهل يمكن حقًا أن يكون الجسم حساسًا لكل ما يحتوي على النشويات، أم أن هناك تفسيرًا طبيًا أكثر دقة خلف هذه الظاهرة؟

وفقًا لتقرير نشره موقع Everyday Health، فإن أغلب الحالات التي يظن أصحابها أنهم يعانون من "حساسية شاملة للنشويات" ليست في الواقع كذلك، بل تتعلق برد فعل الجهاز المناعي تجاه أنواع محددة من البروتينات الموجودة في بعض الأطعمة النشوية مثل القمح أو الذرة أو البطاطس، أي أن الاستجابة لا تنتج عن النشا نفسه، وإنما عن مكونات أخرى داخل الطعام تُحفز الجهاز المناعي لدى بعض الأشخاص.


الحساسية الحقيقية... استجابة موجهة للبروتين لا للكربوهيدرات

في الطب، الحساسية "الحقيقية" هي تلك التي تنشأ عندما يتعامل الجسم مع مادة معينة كعدو، فينتج أجسامًا مضادة تُطلق مواد مسببة للالتهاب. هذه الآلية لا تحدث عادة مع النشويات الخالصة، لأن الكربوهيدرات بحد ذاتها لا تُثير جهاز المناعة. أما البروتينات، مثل تلك الموجودة في القمح أو البقوليات، فهي القادرة على إثارة تفاعل تحسسي يتجلى في أعراض مثل الحكة، أو التورم، أو صعوبة التنفس في الحالات الشديدة.


متلازمة تنشيط الخلايا البدينة... اضطراب يُشبه الحساسية

في بعض الحالات النادرة، يعاني المريض من ما يُعرف بـ"متلازمة تنشيط الخلايا البدينة" (MCAS)، وهي حالة يفرز فيها الجسم مواد كيميائية التهابية بشكل غير منضبط، حتى دون وجود مُسبب واضح. هذا الخلل قد يجعل الشخص يشعر وكأنه يعاني من حساسية تجاه أطعمة متعددة، تتغير من يوم لآخر. وغالبًا ما يختلط الأمر على المرضى بين هذه المتلازمة والحساسية المناعية التقليدية، إلا أن الفارق الأساسي يكمن في عدم ثبات الأعراض واستجابتها غير المتوقعة للمحفزات.


لماذا لا يمكن أن تكون الحساسية من كل النشويات؟

الأطعمة النشوية تشمل مجموعة واسعة من المصادر: الحبوب، البطاطس، البقوليات، والموز مثلًا. ولكل منها تركيبة مختلفة تمامًا من البروتينات. لهذا، من الناحية البيولوجية، من المستبعد أن يطوّر الجسم استجابة تحسسية لكل هذه الأنواع في الوقت نفسه. فعلى سبيل المثال، من الممكن أن يتحسس شخص من القمح ولا يعاني أي أعراض عند تناول الأرز أو البطاطس، لأن البروتين المسبب للحساسية يختلف كليًا في تركيبه من طعام إلى آخر.


المخاطر الغذائية عند استبعاد النشويات تمامًا

يلجأ بعض الأشخاص إلى حذف جميع الأطعمة النشوية من نظامهم الغذائي لتجنّب الأعراض، لكن هذا السلوك يحمل مخاطره. فالنشويات ليست مجرد مصدر للطاقة، بل تحتوي أيضًا على مجموعة من الفيتامينات والمعادن المهمة. فالحبوب الكاملة توفر فيتامينات "ب"، والبطاطا الحلوة تحتوي على فيتامين "أ"، كما توجد كميات ملحوظة من الزنك والمغنيسيوم في العدس والأرز البني. حرمان الجسم من هذه العناصر قد يؤدي إلى الإرهاق، واضطرابات في المناعة، وضعف التركيز على المدى الطويل.


متى تحتاج إلى مراجعة الطبيب؟

إذا لاحظت تكرار أعراض التحسس بعد تناول أنواع مختلفة من النشويات، فمن الضروري مراجعة أخصائي الحساسية لإجراء اختبارات دقيقة. فقد تكشف الفحوص أن السبب ليس الحساسية من النشا نفسه، بل من مكونات أخرى، أو ربما حالة من فرط نشاط الجهاز المناعي تحتاج إلى علاج مخصص. كما يمكن لأخصائي التغذية أن يساعد في تصميم نظام غذائي متوازن لا يُعرّض المريض لنقص غذائي، مع تجنّب الأطعمة المثيرة للأعراض.


التوازن هو المفتاح

من المهم ألا يدفع الخوف من الأعراض إلى استبعاد مجموعات غذائية كاملة دون دليل طبي واضح. فكل نوع من الأطعمة له دوره في دعم توازن الجسم، والاستماع إلى إشاراته مع المتابعة الطبية المنتظمة يظلّ الطريق الأكثر أمانًا للحفاظ على الصحة دون حرمان


الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات حساسية النشويات الصريدي
  • iTradeAuto
  • iTradeAuto
  • iTradeAuto
  • iTradeAuto
  • iTradeAuto