سر احتفاظ الدماغ بالأغاني والموسيقى بعد سماعها


يفقد البعض القدرة على التوقف عن تذكر مقطع أغنية أو موسيقى معينة، وذلك بعد الإعجاب بالعزف أو الكلمات، وقد يستمر الوضع لأيام دون معرفة سبب حدوثه، وأحيانًا يصل لمرحلة الملل، فما سبب ذلك؟
تقول لين زوبرنيس، الأخصائية النفسية والأستاذة بجامعة "ويست تشيستر" الأمريكية، إن الموسيقى تثير مشاعر قوية عند البشر، وأحيانًا تجعل الإنسان يشعر بمشاعر معينة لا تحدث إلا عند سماع موسيقى أو أغنية مفضلة.
وأضافت أن الموسيقى تستطيع أن تحافظ على ذكريات التجارب العاطفية سواء الجيدة أو السيئة، كما يمكنها مساعدة الإنسان على بناء مشاهد تتماشى مع الكلمات وهذا يجعله يشعر بعاطفة معينة، وقد يدفعه ذلك لتذكر المقطع الموسيقى مرات عدة حتى يستمر احساسه بالعاطفة- بحسب مجلة "علم النفس اليوم" الأمريكية.
وأوضحت أنه عند سماع موسيقى أو أغنية مفضلة ينشط جزء معين في الدماغ يسمى بـ"الجهاز الحوفي"، وهو المسؤول عن استيعاب الموسيقى والوتيرة الخاصة بها والتغيرات المفاجئة بالإيقاع، وبمجرد الشعور بعاطفة معينة عند الاستماع للموسيقى، يزيد انتباه العقل لها وهذا يفسر سبب التركيز الشديد في أغنية معينة وعدم الانتباه للأصوات المحيطة.
وأكدت أن الموسيقى أو الأغنية إذا عبرت عن تجربة شخصية سواء مرتبطة بالحب أو الحياة بشكل عام، فأن التركيز فيها يكون أكبر مما يحفز الدماغ على تذكرها وتكرارها.
وقالت كيلي جاكوبوسكي، أستاذة علم نفس الموسيقى بجامعة درهام البحثية البريطانية، إن هناك 3 أشياء تجعل الموسيقى أو الأغنية عالقة بالدماغ، هى سرعة الإيقاع والنغمات المألوفة والجاذبية، وبمجرد توفر هذه المميزات في الموسيقى فأنها تتردد لمدة بالعقل.
وأضاف أنه كلما زادت سرعة الأغنية زادت احتمالية ظهورها في الرأس تلقائيًا، وسوف تظهر خلال القيام بشئ سريع، مثل الركض أو تحريك الفرشاة سريعًا عند غسل الأسنان- وففًا لموقع "ذا هيلثي" الأمريكي الذي يمنح نصائح صحية.
وأوضحت أن الدماغ تميل إلى التركيز على الهياكل الصوتية البسيطة والمألوفة، لأنها ليس من الصعب تذكرها، وأفضل الهياكل هي التي تبدأ بنبرة منخفضة وترتفع ثم تعود للانخفاض مجددًا.
وأشارت إلى أن الدماغ عندما تسمع الموسيقى، فأنها لا تسجل الإيقاع فقط بل المشاعر المصاحبة لها أيضًا، وكل ذلك يتم الاحتفاظ به في مركز الذاكرة السمعية بالرأس، وكلما زادت قوة المشاعر زادت احتمالية استعادة الذاكرة مرات عدة.