رواية زقاق المدق تبيع 35 ألف نسخة


قال الناشر السويسري لوسيان ليتيس من دار "يونيون" التي قدمت أعمال نجيب محفوظ وغيره من الكتاب العرب إلى قراء اللغة الألمانية: "عندما راهنت على ترجمة الأدب العربي، وبعض الأعمال من بلدان آسيوية لم يكن أحد يرغب في ذلك، لكني واجهت التحدي وسألت نفسي كيف يمكن أن أعمل بطريقة فريدة ومختلفة لذلك قررت تغيير بوصلة الترجمة وظلت قناعتي "هي نشر الأدب الجميل مهما كان مصدره، لأن لكل ثقافة الحق في التواجد".
وأضاف خلال الجلسة الأولى من برنامج «القاهرة: الآن نبدأ» التي ينظمها معرض فرانكفورت للكتاب بالتعاون مع معهد جوتة واتحاد الناشرين المصريين ومبادرة أصوات عربية، بهدف دعم صناعة النشر في مصر. «لدينا سجل بالأعمال التي نشرناها وكلها تدعو للفخر وأعتقد أنني نجحت، فقد باعت الدار الكثير من أعمال محفوظ لدرجة أن رواية مثل "زقاق المدق" باعت نحو 35 ألف نسخة في الترجمة الألمانية وهو رقم جيد جدا».
وأوضح لوسيان أن على كل ناشر أن يخلق لمنشوراته هوية بصرية واضحة تبدأ من تصميم الغلاف وشعار الدار وفنطات الكتابة الداخلية والعناوين لأن ذلك سيضمن له التواصل بطريقة أفضل مع القراء.
وأكد خلال كلمته على أن النشر مهنة، لذلك لابد أن تحقق الربح لكن الناشر الذي نرغب في الحديث عنه، وإيجاده في عالمنا هو من يعمل بمسؤولية تنويرية وتثقيفية ويخلق المغامرة.
وتابع لوسيان ليتيس "النشر مغامرة نحاول أن تكون مضمونة وآمنة ونأمل دائما في أن ينجح كتاب بضربة حظ أو نقدم في كل موسم كاتب جديد يؤدي دور الجوكر يظهر ليتكسح".
ودعا الناشرين الذين يفكرون في العمل باستقلالية إلى التعامل مع الفكرة بجدية لأن هناك دائمة مجموعات داخل المهنة لن ترضي بهذا الاختيار وستعمل على الضغط لتغيير الأولويات.
وقال: "على أصحاب هذا الاختيار التفكير أولًا في الأثمان التي تترتب عليه". وضرب لوسيان مثالًا بدور النشر التي يعتمد عملها على بعض التمويل وقال: "وجود فرصة تمويلية أمر جيد أحيانا لكن توقفها قد يعني الانهيار، لذلك ينبغي أن نمول أنفسنا من الجهات التي توزع الكتب والقارئ وحده من يضمن ذلك، لأن الاعتماد على التمويل مخاطرة".
واختتم لوسيان ليتيس بالإشارة الى أن طبيعة مهنة النشر في سويسرا تتحمل المغامرة لأن الناشر هناك يتعامل مع سوق واضحة المعالم ويستطيع من خلالها بناء توقعات حيث تتاح أمامه بيانات تشمل خريطة واضحة باتجاهات وشرائح القراء وأعمارهم وما يفضلونها من موضوعات وقال: "وجود قاعدة بيانات يساعد على تقدير الموقف وتصحيح مسارنا".
واختتم بالقول: "قد يكون سوق العالم العربي لديه مشكلة ومع ذلك فمشكلات النشر تتشابه في كل مكان وإذا اتيح لي أن أبدا من جديد فلن أجد أفضل من هذا الجزء من العالم لأنه مليء بالوعود وبالمبدعين المرموقين الذين تعكس أعمالهم عوالم مغرية".
شارك في الجلسة الأولى كل من: نيكي تيرون مسؤولة البرنامج المهني للعالم العربي بمعرض فرانكفورت للكتاب، ونورا رشاد مدير النشر في الدار المصرية اللبنانية، وأدارها شريف بكر من دار العربي للنشر والتوزيع.