ورش الفوانيس تستعد لاستقبال شهر رمضان


«هاتوا الفوانيس يا ولاد.. هاتوا الفوانيس»، هى ليست مجرد نداء فى أغنية تعبر عن عادات وتقاليد ارتبطت فى أذهان المصريين بشهر رمضان، أحد أبرزها فانوس رمضان، إذ يعد الفانوس أحد رموز البهجة لاستقبال الشهر الكريم منذ العصر الفاطمى حتى أصبح عادة رمضانية أصيلة لا غنى عنها.
فى كل عام قبل قدوم شهر رمضان يستعد صناع الفوانيس لهذا الموسم الرمضانى بابتكار تصميمات وأشكال مختلفة، لبيعها للتجار غير أن وباء «كورونا» وما تبعه من إجراءات احترازية العام الماضى تسبب فى إغلاق معظم الورش للتماشى مع مواعيد الحظر، كما أنهت بعض الورش عملها وأعلنت تصفيتها، لكن مع تخفيف إجراءات الإغلاق وتراجع عدد الإصابات هذا العام بدأ صناع الفوانيس يستعدوا للعمل، لاستقبال الشهر الكريم، ففتحوا ورشهم من جديد، آملين أن يرفع الله الوباء وأن يختلف هذا العام عن الماضى.
فيقول سلامة حنفى – أحد صناع فوانيس بحى السيدة زينب: «احنا طول السنة بنشتغل فى فانوس رمضان بس كل وقت وليه فانوس يعنى الفانوس الكبير ده مبنعملوش غير فى الأيام دى فى رجب وشعبان لأن هتعمله هنشيله فين هياخد وقت فبيتعمل ويروح للتاجر، والتاجر يديه للزبون، والزبون بيفرش بقى فرشه، قبل رمضان فى رجب أو شعبان بيجيله بقى الناس تفتح محلاتها إلى هما التجار وتبدأ بقى تشتغل تبيع فوانيس».
وعن تأثير وباء كورونا على مهنته، يؤكد حنفى أن معظم الورش فى منطقة «بركة الفيل» والتى تعد من أشهر المناطق المعروفة فى حى السيدة زينب بصناعة الفوانيس منذ عصور، قفلت أبوابها نهائيا، وتراجعت حركة البيع والشراء، وتسببت الجائحة فى ركود الأسواق، بالرغم من ارتباط الفانوس الشديد بشهر رمضان.
ومن جهته، قال ناصر ــ أحد صناع الفوانيس ــ «بإذن الله نبقى أحسن من السنة اللى فاتت لأن السنة اللى فاتت كانت تعتبر كلنا ادمرنا احنا كلنا مشتغلناش، الحظر كان الساعة 5 طب هنشتغل امتى واحنا شغلنا شغل ليل حتى الفانوس نفسه أما بيضوى بليل بينور هو اسمه بهجة ليه لأنه بينور».
وأوضح ناصر أنه أغلق ورشته العام الماضى «فى عز موسم العمل» والذى يبدأ قبل شهر رمضان بشهرين، قائلا: «إحنا قفلنا فى عز الشغل يبقى الشغل اللى إحنا عاملين حسابنا إننا هنخرجه بات عندنا والتاجر اللى خده بات عنده هو ده كله أذى للجميع مش ليا لوحدى».
فيما قال محمد فوزى، أحد صناع الفوانيس بالمنطقة، وهو يمسك بيده أدواته لصناعة الفانوس، إن غلاء المواد الخام تسبب فى ضرر أكبر على الصنايعى لأنه لم يستطع رفع سعر منتجه لعزوف الزبائن مما يجعله يقتطع جزء من ربحه، وبالتالى فالغلاء أخذ من ربح المهنى.
فى السياق ذاته، يضيف أيمن – صانع فوانيس – «السنة دى بقى بدأنا نخبط شوية يعنى أهى بدأت تمشى شوية، بس لسه بقى احنا آه التجار بتيجى تاخد الشغل تخزنه عندها كل اللى عايز صنف بس فى تجار بايت عندها شغل من السنة إلى فاتت أكيد متبعش وبالتالى مش هتيجى».
يؤكد أيمن أن فرحة قدوم رمضان من فرحة الفانوس والتراويح والزينة، جميعها مظاهر بهجة مرتبطة برمضان، مشيرا إلى أن العام الماضى لم يشعر بأى بهجة لرمضان بسبب الجائحة، مضيفا: «ربنا يصلح الحال وربنا يشيل عننا بلاء كورونا بس والدنيا إن شاء الله تبقى حلوة».