يحتاج خطة علاج مختلفة عن 1 و 2.. ماذا يقول الخبراء عن سكر النوع الخامس


لطالما صنف الأطباء السكر في خانتين رئيسيتين، النوع الأول الناتج عن فشل البنكرياس في إنتاج الأنسولين، والنوع الثاني المرتبط غالبًا بنمط الحياة والسمنة، لكن الأبحاث الحديثة أعادت خلط الأوراق، لتكشف عن شكل خامس مغاير يصيب فئة لم تكن في الحسبان، الشباب النحفاء.
تفاصيل عن الحالة الجديدة
وفقا لتقرير نشر في موقع لانسيت جلوبال هيلث، وتناوله موقع DAILYMAIL البريطانى، فقد أكد الخبراء مؤخرا أن هذا الشكل المسمى "السكر من النوع الخامس" يتطور لدى الأفراد الذين عاشوا فترات طويلة من سوء التغذية، سواء داخل الرحم أو خلال الطفولة. النتيجة تكون بنكرياس غير مكتمل النمو، لا ينتج كميات كافية من الأنسولين. ورغم أن الجسم يتقبل الهرمون ولا يقاومه، إلا أن القصور في الإنتاج يترك المريض عرضة لارتفاعات خطيرة في مستوى الجلوكوز.
الأرقام والمخاوف
تشير التقديرات إلى أن 25 مليون شخص حول العالم يعانون من هذا النوع، غير أن الرقم قد يكون أكبر من ذلك بكثير، إذ يؤكد بعض الخبراء أننا لا نملك بيانات دقيقة بسبب غياب التشخيص السليم.
تمييزه عن الأنواع الأخرى
من المهم التوضيح أن علاج النوع الخامس بنفس بروتوكولات النوع الأول أو الثاني قد يكون غير مناسب أو حتى خطيرًا. في حين أن الأنسولين يُعد منقذًا لمرضى النوع الأول، إلا أن المصابين بالنوع الخامس يحتاجون إلى خطط علاجية تعتمد بدرجة أكبر على تدعيم التغذية وتوفير العناصر المفقودة منذ الطفولة.
التاريخ الطبي
ظهر أول وصف لهذا المرض في خمسينيات القرن الماضي، عندما لاحظ أطباء في جامايكا حالات شبيهة، وربطوها بسوء التغذية. لاحقًا اعترفت منظمة الصحة العالمية به كنوع مستقل، لكنها تراجعت عن هذا الاعتراف في التسعينيات. واليوم، يعود النقاش بقوة وسط أدلة جديدة تعيد فتح الملف.
استراتيجيات للتعامل
الخبراء يقترحون أن الأنظمة الغذائية الغنية بالبروتين، الحبوب الكاملة، والبقوليات تساعد في استقرار مستويات السكر. كما أن الاهتمام المبكر بتغذية الأطفال في المناطق الفقيرة قد يكون خطوة وقائية أساسية لتجنب تطور المرض لاحقًا.ما يطالب به العلماء ليس فقط إعادة الاعتراف بهذا النوع، بل إنشاء برامج بحثية موسعة، وتطوير بروتوكولات علاجية، وتدريب الأطباء على تمييزه. فالتحرك السريع يمكن أن ينقذ ملايين الشباب حول العالم من معاناة طويلة الأمد، ويمنحهم فرصة حياة أكثر صحة واستقرارًا.