الحيض يحرم نساء الهند من التعليم ويجبرهن على العيش في أكواخ

تتعرض أغلب فتيات الهند، للمعاملة السيئة والحرمان من أبسط حقوقهن، بمجرد بلوغهن، حيث إن الدورة الشهرية تغير من طريقة تعامل المجتمع مع النساء، وذلك نابعًا من عدم التساوي بين الجنسين.

وأول حق تحرم منه الفتاة الهندية هو قتلها بمجرد معرفة أن الجنين أنثى، ويعرف ذلك في المجتمع الهندي بـ"الإجهاض الانتقائي للإناث"، وعلى الرغم من محاولات الشرطة لوقف هذه الممارسات المرتبطة بالثقافة باعتبار أن الرجل أفضل من المرأة، إلا أن هذا التصرف مازال منتشرا حتى الآن، وهذا ما جعل نسبة المواليد الإناث تصل إلى 940 مقابل كل 1000 ذكر عام 2011، بحسب فضائية "فرانس 24".

ولا تنتهي مأساة الفتيات عند هذا الحد، وذلك لأن المجتمع لم يهتم بحقوق النساء بمجرد وصولهن لسن البلوغ، ولذلك لا تعلم نسبة كبيرة من الفتيات كيف يحمين أنفسهن خلال فترة الحيض، وهذا ما أثبته مسح وطني حديث لصحة الأسرة، حيث إن النتائج أكدت أن 58% فقط من النساء من عمر 15 إلى 24 عامًا، هن من يعرفن ما هي الفوط الصحية وكيفية الوصول إليها.

وفي بعض الديانات الهندية، مثل "الهندوسية"، يتم التعامل مع المرأة في فترة الحيض على أنها غير نقية، ويجب فرض قيود عليها، مثل عدم السماح لها بالطهي أو جلب الماء أو حمل الرضع، إضافة إلى إجبارها على العيش في كوخ بعيد عن الأسرة يتم بناؤه حتى تجلس فيه الفتاة خلال أيام الدورة الشهرية، بحسب منظمة "بورجن" الأمريكية المهتمة بقضايا الفقر حول العالم.

وتظل المرأة أيضًا بعيدة عن المدرسة والعمل طوال فترة الحيض، وذلك لأن المجتمع يفرض عليها عزل نفسها، وهذا ما تسبب في اتخاذ بعض العائلات قرارًا بحرمان الفتيات من الذهاب إلى المدارس بمجرد أن تبدأ مرحلة الحيض، وترتب على ذلك تسرب ما يقرب من 23 مليون فتاة سنويًا من المدارس- وفقًا لفضائية الـ"بى بى سى".

وخلال فترة الحيض، تتعرض أغلب النساء إلى الخطر، حيث إن 77% منهن يستخدمن القماش القديم، و88% يستخدمن الصحف والأوراق، وكل هذه الوسائل تتسبب في تعرض بعضهن إلى الإصابة بالالتهابات، ويصل الأمر أحيانًا إلى العقم، وبحسب تقرير سابق لمنظمة الصحة العالمية، فإن 27% من وفيات النساء بسرطان عنق الرحم تحدث في الهند.