اعترافات مثيرة لصاحب مركب مريوط الغارق

أقر المتهم "محمد ع." 32 عاما، صاحب المركب الغارق في بحيرة مريوط، أمام نيابة ثان العامرية، بأن المركب غير مرخص، لكنه اعتاد الإبحار به في تلك المنطقة، وفقد ابنه البالغ من العمر عاما ونصف، وزوجته، وابنه الثاني مصاب في الواقعة.

وبحسب مصدر نيابي، اليوم الأربعاء، انهار المتهم وبكى أمام فريق التحقيق، لما ألم به وبعائلته، قائلًا والدموع تنهمر من عيناه: "فقدت زوجتي، وأحد أبنائي، والآخر مصاب، بجانب فقدان بعض أبناء عمومتي وزوجاتهم وأبنائهم.. مصابنا كبير".

وأضاف المتهم: "الجو كان مستقرا ومشمسا، فقررنا الذهاب في رحلة للتنزه وتناول الطعام والشراب، رجال وسيدات وأطفال على الجزيرة داخل وديان البحيرة، وفي رحلة العودة، جاءت موجة عاتية من الرياح الشديدة، وانقلب المركب؛ بسبب الطقس السيء الذي تعرضت له الإسكندرية".

واستطرد المتهم، الذي صرفته النيابة "مؤقتا" على ذمة القضية، في حالة نفسية سيئة، بعد أن ألقت الشرطة القبض عليه لحين تشييع جثمان زوجته وابنه، على أن تعرضه الشرطة عليها مجددًا، قائلا: "لم نكن نعلم أنها الفسحة الأخيرة، وعندما وقع الحادث، أنقذت من طالته يدي دون أن أركز في هويتهم، فكلنا أسرة واحدة، واستنجدت بالأهالي والصيادين الذين كانوا على مرمى البصر، وتمكنا من إخراج المصابين، بحانب بعض الغرقى، إلى أن حضرت فرق الإنقاذ وبدأت دورها".

وتمكنت فرق الإنقاذ، فجر اليوم، من انتشال جثة رضيع عمره عام ونصف، من أعماق مياه بحيرة مريوط، التي شهدت حادث غرق مركب تقل 20 شخصا من أسرتين، ليرتفع إجمالي الضحايا إلى 10 أشخاص، بينهم 6 أطفال، وإصابة 5 آخرين، ونجاة 2، فيما لا يزال 4 في عداد الممفقودين.

وصرحت النيابة، بإشراف محامي عام نيابة الدخيلة الكلية، بدفن جثة الطفل عقب توقيع الكشف الطبي عليه ومناظرته، مع استعجال التقرير الطبي الخاص بحالته التي فارق الحياة عليها، مع تكثيف أعمال البحث عن باقي المفقودين، واستمرار تحريات المباحث حول الواقعة.

وأدى أهالي نجع مطيرد، الكائن في منطقة الهوارية، مساء أمس الثلاثاء، صلاة الجنازة في المسجد الأحمر، على 9 من ضحايا المركب، بمشاركة أفراد القبائل الذين انتظروا الجثامين لمؤازرة قبيلة العزايم، وسط حالة من الحزن الشديد، حيث وصول الجثامين، وودعوهم إلى مثواهم الأخير.

وكشفت التحقيقات التي تجريها النيابة حول الحادث الذي وقع في أحواض الاستزراع السمكي المليئة بالأعمدة الخشبية "غرزات" تستخدم في تثبت الشباك، أن المركب يشبه "اللنش"، فهو أكبر حجما من "الفلوكة"، ومصنوع من الخشب و"الفايبر"، وبه كسر بالطول أسفل القاع، وآخر بجانبه، وكان يستقله الضحايا المنتمين لأسرتين، قاصدين رحلة ترفيهية بإحدى الجزر داخل بحيرة مريوط، وتسبب ثقل الحمولة، مع شدة الرياح، في غرقه.