ملاهي للأطفال من النفايات في الهند

يلهو عدد من الأطفال بمختلف الفئات العمرية، في كومة من علب المشروبات الفارغة والملونة بالأحمر والأصفر والأخضر، وكأنها موجودة في ملاهي، وفى ركن آخر يتسلق آخرون عقلة من مواسير البناء، ويشتعل الحماس لدى أطفال غيرهم ريثما يتسلقون جدارا من عجلات السيارات المستعملة، فى مشروع هندي وجد حياة جديدة لعشرات الملايين من أطنان النفايات التى تدخل السعادة على قلوب الأطفال.

تقول بوجا راي، طالبة الهندسة فى بنغلارو الهندية، لصحيفة "الجارديان" البريطانية، إن حق اللعب يجب أن يكون مكفولا لجميع الأطفال في مراحل تطورهم، مشيرة لعدم وجود مساحات كافية للعب الآمن فى شوارع الهند؛ ما جعلها تبحث عن بديل.

وتضيف راي، أنها وجدت ضالتها لدى عودتها يوما من جامعتها عام 2015، حين شاهدت أطفالا يستعينون بنفايات من مواسير البناء لللعب؛ ففكرت لما لا تقيم ملاعب صغيرة من النفايات الناتجة عن البناء والصناعة، التى يبلغ منتوجها السنوي بالهند 1 مليون طن.

وخلال الـ5 سنوات من عمل مشروع نخيل كيرييشنز، تمكنت راي وفريقها من إنشاء 260 ملعبا صغيرا من النفايات فى 19 ولاية هندية.

وتستطرد راى أن الأمر سهل، إذ يكفي 70 عجلة سيارة مستعملة، ويتم إنشاء ملاهي صغيرة فى أقل من أسبوع.

ويعمل الفريق على تأمين حاجة الطفل للعب فى أقسى الظروف، إذ عمل الفريق على توفير ألعاب من النفايات في المنازل بسب حالة الإغلاق، كما بدأوا عمل بعض الملاهي في مخيمات لاجئي الروهينجا الفارين من الإبادة الجماعية.

ونجحت المبادرة، التى أنشأت بعض الملاهى فى المدارس الحكومية، في تقليل نسب الغياب ورفع الإقبال على الدراسة، وتقول سميثا إحدى الطالبات، إنها أصبحت أكثر حبا للمدرسة منذ إنشاء ملاهي فيها.