اليوم الاخباري
  • اليوم الاخباري
  • اليوم الاخباري
  • قنوات الصريدي

رئيس مجلس الإدارة أ عبد الباسط صابر

صاحب الامتياز د. محمد الصريدي

المدير العام أ محمود الكيلاني

الأخبار

من جريمة طفل الإسماعيلية إلى جريمة صمت المجتمع

د محمد الصريدي يكتب: دق ناقوس الخطر… من مأساة الإسماعيلية إلى ضمير المجتمع

اليوم الاخباري

ما حدث في الإسماعيلية ليس جريمة عابرة، بل صرخة مدوّية تهزّ ضمير الأمة. طفل لم يتجاوز الثالثة عشرة يرتكب فعلاً يندى له الجبين، جريمة لا يمكن تفسيرها فقط بالغضب أو التقليد الأعمى، بل هي نتيجة تراكمية لانهيار القيم الأسرية والاجتماعية.
السبب الحقيقي لا يكمن في لحظة القتل، بل في تفكك البيت وانعدام القدوة.
الطلاق، النزاع، حب الذات، إهمال الأطفال عاطفيًا ونفسيًا… هذه الشرارات الصغيرة هي التي أشعلت النار في قلب المجتمع.

كيف نواجه المشكلة من جذورها؟

أولًا – الأسرة قبل كل شيء:
لا بد من إعادة التوازن للأسرة المصرية؛ فكل بيت فيه خصام أو انفصال غير منظم هو قنبلة مؤجلة. يجب أن تكون هناك برامج تأهيل للأزواج والآباء والأمهات قبل وبعد الطلاق، لضمان حماية الأطفال من التشرد والضياع النفسي.

ثانيًا – التعليم والإعلام:
يجب أن تتعاون وزارة التربية والتعليم ووسائل الإعلام في حملة توعوية وطنية تزرع في عقول التلاميذ قيم الرحمة وضبط النفس واحترام الحياة.
ينبغي وقف المحتوى الذي يمجّد العنف، سواء في الألعاب أو الأفلام أو المنصات، ووضع رقابة تربوية وإعلامية فعّالة.

ثالثًا – التثقيف الديني:
دور وزارة الأوقاف والأزهر الشريف محوري في تصحيح المفاهيم الدينية والأخلاقية، عبر خطب ودروس موجهة للأسرة والشباب، تؤكد حرمة النفس البشرية وخطورة الإهمال الأسري.

رابعًا – المشاركة المجتمعية:
على المدارس، الجمعيات الأهلية، الهيئات العامة والخاصة أن تتكامل في برامج دعم نفسي وتربوي للأطفال، خاصة المتأثرين بمشاكل أسرية.

يكتب : الدكتور محمد الصريدي
استشاري الصحة النفسية من هذا الموضوع… إلى ما وصل إليه الطفل الذي لم يبلغ الثالثة عشرة
﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا﴾
من هذه الجريمة المروّعة، ننتقل إلى سؤالٍ أكبر وأعمق:
كيف وصل طفل لم يتجاوز الثالثة عشرة إلى هذا الحد من العنف والوحشية؟
كيف تحوّل اللعب إلى قتل، والخيال إلى جريمة؟
من هذا الموضوع، إلى ما وصل إليه هذا الطفل، تمتد خيوط مأساة اجتماعية كاملة — تبدأ من البيت، وتمرّ بالمدرسة، وتنتهي في الشارع والإعلام.
الأبوان شركاء في الجريمة بصمتهما وإهمالهما هذا ما أكّد عليه الدكتور الصريدي
إن ما حدث ليس ذنب طفلٍ وحده، بل نتيجة حتمية لبيتٍ فقد أمانه، وأبوين غابت عنهما الرحمة والوعي والمسؤولية.
الزوجان اللذان يختاران الخصام والأنانية والطلاق بلا وعي، هما في الحقيقة شريكان في كل جريمة تنتج عن ضياع أبنائهما.
فحين يتفرّق الوالدان، يتشرّد القلب قبل الجسد، ويكبر الطفل داخل فراغٍ عاطفي لا يملؤه سوى الغضب والعنف.
يقول الله تعالى:
﴿وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا﴾
(سورة النساء، الآية 9)
هذه الآية تُحمّل الوالدين مسؤولية أبنائهم كاملة، أخلاقًا وتربيةً وسلوكًا.
إن الأب والأم اللذين يهملان أبناءهما حتى يضلّوا طريقهم، لا يختلفان عن من يشارك في الجريمة بسكوته أو غيابه.
﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾
إنه ليس طفلًا مجرمًا بقدر ما هو نتاج بيئة مهملة، وأسرة مفككة، ومجتمع غافل.
من هنا يبدأ واجبنا جميعًا: أن لا نكتفي بالصدمة، بل نبحث في الجذور، ونواجه الحقيقة مهما كانت قاسية.


نداء إلى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي
يتوجّه الدكتور محمد الصريدي، رئيس تحرير جريدة اليوم الإخباري، بنداءٍ صادق إلى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، راعي الأسرة المصرية وحامي كيانها،
داعيًا إلى إدراج هذه المقترحات ضمن قانون الأحوال الشخصية الجديد،
بما يضمن وضع ترتيبات وتشريعات مدروسة للحفاظ على المجتمع المصري من التفكك والانحلال الأسري.
ويؤكد الدكتور الصريدي أن الأسرة المصرية هي اللبنة الأولى في بناء الدولة الحديثة،
وأن أي تهاون في دور الأبوين أو إهمال في تربية الأبناء يجب أن يُقابل بعقوبات رادعة تصل إلى الحبس،
حمايةً للأبناء وصونًا لاستقرار المجتمع.
فالأبوان اللذان يتسببان بإهمالهما في تشريد أولادهما أو انحرافهم،
يُسهمان في جريمة ضد الوطن قبل أن تكون ضد الأسرة.
إن الأسرة هي نواة المجتمع، والدرع الأول للوطن،
ومنها تنطلق الأخلاق، وتُبنى القيم، وتستمر رسالة مصر الخالدة التي تمتد جذورها عبر سبعة آلاف عام من الحضارة والعلم والقيادة.

جريدة اليوم الإخباري
رؤية إعلامية وطنية لحماية الأسرة المصرية ودعم القيم الإنسانية والاجتماعية.


الخلاصة

هذه الجريمة ليست مجرد حادث فردي، بل جرس إنذار.

الطلاق، الأنانية، إهمال الأبناء، كلها ليست شؤونًا خاصة بعد اليوم، بل قضايا أمن وطني وأخلاقي.

فلنبدأ معًا من البيت، من المدرسة، من المسجد، من الإعلام… قبل أن نسمع غدًا قصة أبشع.

الصريدي طفل الاسماعيلية ناقوس الخطر
  • iTradeAuto
  • iTradeAuto
  • iTradeAuto
  • iTradeAuto
  • iTradeAuto