دراسة: مشاهدة فيديو قصير لأشخاص ملهمين يخفف التوتر لـ10 أيام


عندما تشعر بالتوتر، من الشائع تصفح مقاطع الفيديو بحثًا عن ضحكة سريعة أو تشتيت انتباه، لكن دراسة أجراها باحثون بجامعة كاليفورنيا، أشارت إلى أن التركيز على مشاهدة مقاطع فيديو قصيرة ملهمة، مثل تلك التي تظهر أشخاصًا يتغلبون على التحديات، قد يكون وسيلة أكثر فعالية وأطول أمدًا لتخفيف التوتر.
ووفقا لموقع "Web MD" قال الباحث الرئيسي في الدراسة، الدكتور روبن نابي، أستاذ الاتصالات في جامعة كاليفورنيا سانتا باربرا، إن هذه الأنواع من مقاطع الفيديو تُعطي أملًا، ورغم أن سلبيات الوسائط الرقمية غالبًا ما تُسلط عليها الأضواء، إلا أن هذه الدراسة تسلط الضوء على إمكاناتها الإيجابية.
تفاصيل الدراسة
أُجريت الدراسة في شهري نوفمبر وديسمبر من عام ٢٠٢٣، وهي الفترة التي اختيرت نظرًا لارتفاع مستويات التوتر لدى الكثيرين خلال العطلات، حيث قام الباحثون بتقسيم 1000 شخص بالغ إلى خمس مجموعات وطلب منهم القيام بالمهام التالية لمدة خمس دقائق، لمدة خمسة أيام متتالية، وهى:
شاهدت إحدى المجموعات مقاطع فيديو قصيرة ملهمة.
شاهد آخر مقاطع كوميدية.
وشارك ثالث في تمرين التأمل.
وقضى ربع المشاركين خمس دقائق على هواتفهم وهم يفعلون ما يفعلونه عادة للاستراحة أو الاسترخاء.
المجموعة الخامسة لم تتلق أي تعليمات وعملت كمجموعة ضابطة.
في كل مرة، ملأ المشاركون تقارير موجزة عن مشاعرهم، ومستويات التوتر لديهم، وآرائهم حول الفيديو أو التأمل. أفادت مجموعتان فقط - من شاهدوا الفيديوهات الملهمة ومن مارسوا التأمل - بانخفاض في التوتر، وهي فائدة استمرت لمدة تصل إلى عشرة أيام.
مقاطع الفيديو المختارة
كانت جميع مقاطع الفيديو الملهمة عبارة عن قصص المستضعفين المتوفرة على YouTube ، على سبيل المثال، يُظهر أحد مقاطع الفيديو في الدراسة كيف تسلق رجل تغلب على السرطان مرتين جبل إيفرست ويقود الآن ناجين آخرين من السرطان إلى فعل الشيء نفسه.
وهناك قصة أخرى هي قصة ميستي كوبلاند ، التي تغلبت على الشدائد لتصبح أول راقصة أمريكية من أصل أفريقي رئيسية في مسرح الباليه الأمريكي، ويحكي مقطع فيديو ثالث قصة مراهق مصاب بالتوحد كان يعمل كصبي ماء لفريق كرة السلة في المدرسة الثانوية، وفي أحد الأيام، وضعه المدرب في لعبة، وسجل عدة مرات، وتلقى الاحتفالات والهتافات.
أما الفيديو الملهم الرابع فهو من America's Got Talent ، حيث تحصل ماندي هارفي، وهي امرأة فقدت سمعها في سن المراهقة، على تصفيق حار لغنائها.
نتائج الدراسة
ساهمت مشاهدة تلك المقاطع الملهمة فى تخفيف الشعور بالتوتر لمدة تصل إلى 10 أيام، وأوضح الباحثون أن المشاركين بالدراسة كانوا يتذكروت الفيديوهات ويعيدون تشغيلها في أذهانهم، مما يطيل فترة استفادتهم.
وهناك نظرية أخرى مفادها أن الشعور بالأمل من الفيديوهات يعزز "فعالية التأقلم"، أي القدرة على إدارة الضغوطات التي تواجهك، كما قد يُحسّن المرونة النفسية، أي الاعتراف بالمشاعر السلبية والتغلب عليها مع الاستفادة من المشاعر الإيجابية للتأقلم.
لماذا نجحت الفيديوهات؟
يقدم العلم تفسيرات عديدة لنجاح بروتوكول الفيديو في الدراسة، أحدها يتعلق بالتركيز والبقاء في الحاضر، وذلك لأنه عندما يجذبك فيديو جذاب ويحافظ على انتباهك، فهذا يعني أنك لا تُفكر في ندم الماضي أو تهديدات المستقبل، أو ما يُسمى "التعثر في المستقبل الكارثي"، بما يعنى التركيز على أسوأ السيناريوهات المستقبلية، وهي العوامل الرئيسية المسببة للتوتر المزمن.
وتشير الأدلة أيضًا إلى أن الطقوس اليومية يمكن أن تخلق الاتساق، حتى لو كان شعورًا بسيطًا بالقدرة على التنبؤ في يومك، وهو ما يمكن أن يكون مصدرًا للاستقرار الذي يقلل من التوتر.
قد تكون هناك أيضًا آثار جسدية على الدماغ، بما في ذلك تنشيط الجهاز العصبي الباراسمبثاوى، وهو الجزء المسؤول عن الهدوء والراحة، فمشاهدة فيديو مدته خمس دقائق بانتظام يمكن أن تقلل من التوتر على المدى الطويل من خلال المرونة العصبية، كما يمكن أن يساعد هذا دماغك على تكوين عادات جديدة، وتهدئة استجابتك للتوتر، وزيادة هرمونات الشعور بالسعادة مثل الدوبامين والسيروتونين، وكلها يمكن أن تساعد في تقوية وتحسين التنظيم الذاتي العاطفي ومقاومة التوتر.