النظام الصحى الأفضل للحالة النفسية بعد الخمسين

أجرى باحثون بريطانيون دراسة حول العلاقة بين نوع النظام الغذائي، ومدى كونه نظاما صحيا، وبين الصحة النفسية الجيدة، خاصة للأشخاص فوق عمر الخمسين.

ووفقا للدراسة التي نشرها موقع "News medical life science"، نقلا عن المجلة البريطانية لعلم النفس الصحي، يتزايد عدد سكان العالم بسرعة، مما يثير مخاوف بشأن الحفاظ على الصحة وجودة الحياة في السنوات اللاحقة، لذلك يعد النظام الغذائي عاملاً أساسياً قابلاً للتعديل، إذ يؤثر على الصحة البدنية والعقلية.
تفاصيل الدراسة

تناولت الدراسة العلاقة بين النظام الغذائي والصحة النفسية الإيجابية لدى كبار السن في إنجلترا، حيث استخدمت هذه الدراسة بيانات من دفعة 2018-2019 من الدراسة الطولية الإنجليزية للشيخوخة (ELSA)، والتي شملت بالغين تبلغ أعمارهم 50 عامًا فأكثر، وتم تحليل بيانات 3103 مشارك، وتقييم كمية الفاكهة والخضراوات التي يتناولنها، والأحماض الدهنية غير المشبعة، والأسماك.

وتم مراعاة عدة عوامل، بما في ذلك إجمالي استهلاك الطاقة، والعمر، والجنس، والثروة، والتعليم، والعزلة الاجتماعية، بجانب وجود إصابة بالأمراض المزمنة أو أعراض الاكتئاب، وبلغ متوسط أعمار المشاركين 69.3 عامًا، وكان أكثر من نصف المشاركين من النساء، حيث تناول المشاركون في المتوسط، حصتين من الفاكهة والخضراوات يوميًا.
النتائج الرئيسية

أظهرت الفواكه والخضروات ارتباطًا أوليًا بالشعور بالسعادة، لكن هذا الارتباط تداخل بشكل كبير مع انخفاض أعراض الاكتئاب، ويشير الباحثون إلى أن الأسماك الدهنية قد تدعم السعادة، من خلال مساعدة مسارات الدماغ الصحية للمواد الكيميائية المنظمة للمزاج مثل السيروتونين والدوبامين.

تشير النتائج إلى أن الأطعمة المختلفة تؤثر على الرفاهية بطرق مختلفة، حيث كان تناول الفاكهة والخضروات مرتبطًا بشكل وثيق بالرفاهية السعيدة، في حين تنبأ تناول الأسماك بالسعادة، حتى بعد تعديل الأعراض الاكتئابية، وأظهر تناول الأحماض الدهنية غير المشبعة ارتباطات أضعف وأقل ثباتًا.

كما تؤكد النتائج أن النظام الغذائي عامل قابل للتعديل، وله القدرة على تحسين الصحة العامة لدى كبار السن، قد تكون زيادة استهلاك الفاكهة والخضراوات والأسماك استراتيجية بسيطة وفعّالة من حيث التكلفة، مع أن هناك حاجة إلى دراسات طولية وتجريبية لتأكيد العلاقة السببية.