زيادة أو فقدان الوزن المفاجئ.. هل يلحق الضرر بصحة الكلى؟
يمكن لـ تقلبات الوزن، سواءً كانت زيادة أو نقصانًا مفاجئًا، أن تؤثر بشكل كبير على صحة الكلى، وتشير الدراسات إلى أن التغيرات السريعة أو المتكررة في وزن الجسم ترتبط بارتفاع خطر الإصابة بمرض الكلى المزمن (CKD) وانخفاض وظائف الكلى، وفقًا لتقرير موقع "تايمز أوف انديا".
وقد ينتج الوزن المفاجئ عن احتباس السوائل أو تراكم الدهون، وكلاهما يُرهق الكلى، بينما قد يُشير فقدان الوزن غير المبرر إلى تدهور وظائف الكلى أو سوء التغذية الناتج عن مرض الكلى المزمن، حيث تُخل هذه التقلبات بتوازن التمثيل الغذائي في الجسم، وتزيد الالتهابات، وتُسبب ضغطًا إضافيًا على الجهاز الكلوي، لذلك يُعد الحفاظ على وزن صحي ومستقر أمرًا بالغ الأهمية لحماية صحة الكلى والوقاية من المضاعفات طويلة الأمد.
فهم كيفية تأثير تقلبات الوزن على وظائف الكلى؟
ارتبطت تقلبات الوزن، سواءً بالزيادة أو النقصان، بتدهور وظائف الكلى، ووفقًا لدراسة نُشرت في مجلة الجمعية الأمريكية لأمراض الكلى، فإن التغيرات المفاجئة في وزن الجسم قد تُسرع من تدهور وظائف الكلى وتزيد من خطر الوفاة لدى الأشخاص المصابين بأمراض الكلى المزمنة (CKD) المتوسطة إلى الشديدة، لذلك يُعد الحفاظ على وزن صحي ومستقر أمرًا أساسيًا للحفاظ على وظائف الكلى وتحسين النتائج على المدى الطويل.
السمنة أو زيادة الوزن
يُسبب الوزن الزائد ضغطًا إضافيًا على الكلى، إذ يتعين على الكلى بذل جهد أكبر لتصفية الفضلات من كتلة الجسم الأكبر، مما يؤدي إلى حالة تُعرف بفرط الترشيح، ومع مرور الوقت، قد يؤدي هذا العمل الزائد إلى إتلاف أنسجة الكلى وتقليل قدرتها على الترشيح، وتزيد السمنة أيضًا من احتمالية الإصابة بارتفاع ضغط الدم وداء السكري من النوع الثاني، وهما من أكبر أسباب أمراض الكلى المزمنة، وقد ارتبطت زيادة طفيفة في الوزن، حتى خمسة كيلوجرامات، بارتفاع كبير في خطر الإصابة بخلل في وظائف الكلى.
احتباس السوائل مقابل زيادة الدهون
ليس كل زيادة في الوزن لدى مرضى الكلى ناتجة عن الدهون، في كثير من المرضى، يكون السبب الرئيسي هو احتباس السوائل، فعندما تعجز الكلى عن إزالة الماء والصوديوم الزائدين بكفاءة، تبدأ السوائل بالتراكم في الجسم، ويمكن أن يُسبب هذا تورمًا في القدمين والكاحلين واليدين والوجه، بالإضافة إلى زيادة مفاجئة في وزن الجسم، وعلى عكس زيادة الدهون، يحدث هذا النوع من زيادة الوزن بسرعة، وغالبًا ما يكون مصحوبًا بأعراض أخرى مثل الانتفاخ وضيق التنفس.
كيف يؤثر زيادة الوزن على وظائف الكلى؟
زيادة عبء العمل والترشيح المفرط
عند زيادة وزنك، يتعين على كليتيك تصفية المزيد من الدم لتلبية احتياجات الجسم الأيضية، وهذا العمل الزائد المستمر قد يُلحق الضرر بوحدات الترشيح الدقيقة في الكلى، المعروفة باسم النيفرونات، ومع مرور الوقت، قد يؤدي ذلك إلى تندب والتهاب وفقدان تدريجي لوظائف الكلى.
التغيرات الأيضية والهرمونية
غالبًا ما تصاحب زيادة الوزن اضطرابات أيضية أخرى، مثل مقاومة الأنسولين، وارتفاع الكوليسترول، وارتفاع ضغط الدم، وتُلحق هذه الحالات الضرر بالأوعية الدموية في الكلى، مما يُقلل من قدرتها على تصفية الفضلات بفعالية، ويمكن أن تساهم اختلالات الهرمونات المرتبطة بالسمنة، وخاصة تلك التي تؤثر على اللبتين والأديبونيكتين، أيضًا في الالتهاب والتليف داخل الكلى.
زيادة الوزن بعد زراعة الكلى
زيادة الوزن بعد زراعة الكلى مشكلة شائعة ومعروفة، ويكتسب العديد من المرضى ما بين خمسة وعشرة كيلوجرامات في السنة الأولى بعد زراعة الكلى، وقد يؤثر هذا سلبًا على صحتهم العامة، مما يؤدي إلى مضاعفات مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية، ومن المثير للاهتمام أن بعض الدراسات لاحظت أنه في مرض الكلى المتقدم، يكون لدى الأشخاص الذين لديهم مؤشر كتلة الجسم (BMI) أعلى قليلاً معدلات بقاء أفضل في بعض الأحيان، وهي الظاهرة المعروفة باسم "مفارقة السمنة".
ومع ذلك، هذا لا يعني أن الوزن الزائد مفيد، قد تعكس هذه الميزة الظاهرة الأثر الوقائي لامتلاك احتياطيات غذائية أكبر أثناء المرض، وليس الحماية الحقيقية من السمنة نفسها.
من هو الأكثر عرضة للخطر؟
تواجه بعض المجموعات خطرًا أكبر للإصابة بمشكلات الكلى المرتبطة بالوزن، وهم:
* البالغون الذين يعانون من زيادة سريعة في الوزن: يمكن أن يؤدي التراكم السريع للدهون في الجسم إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض الكلى حتى بين الأشخاص الأصحاء.
* الأشخاص الذين يعانون من السمنة أو ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري: حيث تؤدي هذه الظروف إلى زيادة العبء على الكلى بشكل كبير وقد تؤدي إلى تسريع تطور مرض الكلى المزمن.
* زراعة الكلى: يواجه الأشخاص الذين يكتسبون وزنًا زائدًا بعد عملية الزرع مخاطر أعلى لفشل عملية الطعم ومضاعفات القلب والأوعية الدموية.
* الأفراد الذين يعانون من احتباس السوائل: المرضى الذين يعانون من مرض الكلى المزمن والذين يحتفظون بالسوائل هم أكثر عرضة للإصابة بمشكلات متعلقة بالقلب والكلى.
عندما تشير زيادة الوزن إلى مشكلات في الكلى
غالبًا ما تحدث زيادة الوزن المرتبطة بخلل وظائف الكلى بسرعة، وتكون مصحوبة بأعراض أخرى، وتشمل العلامات التحذيرية ما يلي:
* زيادة الوزن المفاجئة أو غير المبررة.
* انتفاخ حول العينين أو الكاحلين أو اليدين.
* ضيق أو صعوبة في التنفس عند الاستلقاء.
* انخفاض في إنتاج البول.
إذا لاحظتَ هذه العلامات، استشر طبيبك فورًا، وقد تشير إلى صعوبة في إخراج الفضلات والسوائل بكفاءة.
كيفية حماية صحة الكلى من خلال إدارة الوزن:
الحفاظ على وزن صحي ومستقر
تجنب التغيرات المفاجئة أو الحادة في الوزن، واعمل على إنقاص الوزن ببطء وثبات، من خلال التغذية المتوازنة والنشاط البدني المنتظم يساعد على منع إجهاد الكلى.
حافظ على نشاطك البدني
يُحسن النشاط البدني المنتظم الدورة الدموية، ويخفض ضغط الدم، ويعزز الصحة الأيضية، وكلها عوامل تحمي الكلى، حتى المشي اليومي المعتدل يُساعد في تقليل خطر الإصابة بمرض الكلى المزمن.
مراقبة تناول الملح والسوائل
يساعد الحد من تناول الصوديوم على منع تراكم السوائل والتورم، وينبغي على مرضى الكلى استشارة الطبيب للحصول على توصيات خاصة بالسوائل.
تناول نظامًا غذائيًا صديقًا للكلى
اختر الحبوب الكاملة والفواكه والخضراوات الطازجة والبروتينات النباتية، مع الحد من تناول الأطعمة المصنعة واللحوم الحمراء لتخفيف الإجهاد على الكلى وتعزيز توازن الأيض.
